الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 19:01

الدخول الى رفح ليس مثل الخروج منها... من يستوعب ذلك؟

أحمد حازم
نُشر: 07/05/24 09:29,  حُتلن: 13:22

لم يبق أحد عقلاني في العالم إلاّ وطلب من نتنياهو عدم اجتياح رفح: المعارضة في الداخل الإسرائيلي وأهالي الأسرى وآلاف من الشعب في إسرائيل يقولون له: "اترك رفح بحالها" ولا يزال نتنياهو على موقفه. الرئيس الأمريكي بايدن وعدد كبير من النواب الأمريكيين، الاتحاد الأوروبي، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حتى مجلس الأمن طالب نتنياهو بوقف إطلاق النار ولا حياة لمن تنادي.

كل العالم مخطئ ولا يفهم إلاّ نتنياهو فهو فوق الجميع. هكذا برى نفسه. سبعة شهور مضت لم يستطع الجيش الإسرائيلي تحرير الرهائن ولم يستطع القضاء على حماس. والآن يريد نتنياهو اجتياح رفح اعتقاداً منه بأنه سيحقق الهدفين. بيبي وعلى ما يبدو لم يضع في الحسبان الفشل في رفح.

فماذا لو فشل في تحقيق الهدفين؟ هل فكر في ذلك؟ بالطبع لا، لأنه وحسب تفكيره، فهو متأكد من ان السنوار وجماعته سيكونوا بعد اجتياح رفح إما أمواتاً وإما بين يديه، وسيأخذ الاسرى في الأحضان. لكن هل يملك نتنياهو ضمانات لتحقيق هذا المشهد. بيبي له الحق في التفكير بكل شيء ومن حقه أيضا أن يحلم، لكن "تحقيق النصر الكامل" لا يعتمد على الاحلام.

موقع "إكسيوس" الأمريكي قال استنادا لمصدر وصفه بالمطلع، إن إسرائيل تعتقد بأن السيطرة على معبر رفح ستقضي على قدرة حماس الرئيسية على إظهار أنها لا تزال تحكم غزة. قد يكون ذلك صحيحاً ولكن ماذا بعد ذلك؟ ليس صعبا على إسرائيل ان ترسل دباباتها الى معبر رفح وتسيطر عليه. إذا كان الهدف استعراض قوة فهذا أمر آخر، لكن هل يساعد رفع العلم الإسرائيلي على معبر رفح في تحرير الرهائن والقضاء على قادة حماس؟

التاريخ يقول لنا ان التصلب في المواقف يودي الى الهلاك والقائد الذي يضرب بعرض الحائط كل نصائح العالم بعدم فعل شيء مرفض دوليا يكون مصيره سيئا. فالقائد الحكيم هو الذي يعالج المشكلة قبل تضخمها وليس العمل على تفاقمها.  وتعلمنا من التاريخ أن القائد العقلاني الوفي لشعبه ولبلاده هو الذي الي يضحي بنفسه من أجل الوطن ولا يضحي بالوطن من أجل مصلحته.

وأخيراً... يوجد مثل شعبي يقول " دخول الحمام مش متل الخروج منو". ولا أدري أذا كانت اللغة العبرية فيها مثل شبيه، وإن لم يكن فعلى نتنياهو ان يفهم أن دخول رفح ليس مثل الخروج منها. ننتظر

مقالات متعلقة