الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 06:01

زماننا ليس زمان الأنبياء


نُشر: 10/07/08 21:02

قد يكون صعبًا أن نقنع إمامًا في غزة أن اليهودي إنسان مثله له جسم مثل جسمه ولكنه يختلف عنه بأفكاره وعقيدته، ويكون صعبًا أيضًا إقناع المتطرفين والمستوطنين أن العرب لهم أفكار مختلفة عن أفكارهم وأنه يجب على الإنسان العاقل أن يتجنب من يتناقض معه في عقيدته، لأن مجرد الاقتراب منه يشعل نار الحرب. نعم جميع البشر في الكرة الأرضية لهم هيئة واحدة، رأس وعنق ويدان وما إلى ذلك من بقية أعضاء الجسم البشري، إلا أن الناس يختلفون في الأفكار والعقائد.
والأفكار والعقائد يتوارثها بنو الإنسان أبًا عن جد، وبفعل التعليم والتثقيف يستطيع الإنسان أن يهذب أفكاره، ولا عجب إذا تشابه مثقفون من شتى الشعوب في الأفكار والعقيدة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن العقيدة في الأساس هي مجموعة من المبادئ والأسس الفكرية تعطي لحاملها طريقة لفهم الحياة، إن التعقيدات الفكرية التي يعيشها أبناء الشرق مردّها إلى الأزمات السياسية والاجتماعية التي عاشها السالفون في زمانهم فلا يستغرب احد منا انه في عصرنا هذا يعيش أناس يعتقدون أنهم في عصر أبو بكر الصديق وينوون القيام بحروب الردة، وأناس في الحقيقة يعيشون حالة من الفصام الفكري الذي يسبب فصامًا نفسيًا وذلك بسبب عدم إدراكهم للبعد الشخصي والبعد الزمني، والبعد المكاني، ونحن ندرك أن محمدًا عليه السلام عاش قبل ما يقارب الألف وخمسمائة سنة، وأن اليهود الذين عاشوا في زمانه قد ماتوا، واليهود الذين يعيشون في أيامنا هذه قسمان، قسم متدين يؤمن بموسى عليه السلام ويؤمن بالتوراة والقسم الآخر علماني يتشبع بآراء الفلاسفة والعلماء والسياسيين، وبين عصر بداية الإسلام ويومنا هذا يمر العصر الأندلسي وعصور أخرى ويجب علينا أن لا نخلط الأزمان ببعضها واتهام الأحياء بغير تهمتهم الحقيقية وهي احتلال ارض عربية ومعاملة العرب بالقسوة والتمييز والفظاظة والاستبداد، ونحن نعرف أننا نحن أيضًا لا نقبل الأجنبي بيننا إلا إذا احترم عقيدتنا، وأنه يجب أن لا تهيج العقيدة بأحدنا فيخرج من دستور الإنسانية. وعلينا بالنقاش.
وجدير ذكره أيضًا أن المستوطنين هم أناس عقيدتهم ساخنة وإحساسهم استعلائي وثقتهم زائدة ونحن نعرف أن المريض النفسي نوعان إما عالي الثقة بالنفس وإما هابط الثقة بالنفس فهل المستوطنون من النوع الأول؟! ونحن نعرف أن السلطة تعتقل أمثالهم من الفلسطينيين وحين يطلق سراحهم قد يكونون بثقة مزعزعة لا يحميهم مجتمعهم كما يحمي المجتمع الإسرائيلي المستوطنين رغم انه أبعدهم ونفاهم إلى المناطق المحتلة بالتطميع والتشجيع، ومن أجلهم لا تزال الحكومة تحارب الشعب الفلسطيني على الرغم من جميع اتفاقيات السلام.

من كتاب حبات مطر -2007

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.70
USD
4.04
EUR
4.71
GBP
247676.85
BTC
0.51
CNY