الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 19:02

فريد زكريا والـCNN: في خدمة إعلام نتنياهو/ بقلم: خالد خليفة

كل العرب
نُشر: 31/01/18 10:42,  حُتلن: 12:25

خالد خليفة في مقاله:

أكد نتنياهو دعمه المطلق لقرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل، كما انه يعارض وبشكل قاطع إقامة دوله فلسطينية حيث يقول ان الفلسطينيين يستطيعون ان أرادوا ان يحكموا أنفسهم و يديروا شؤونهم في أطار حكم محلي محدود

نتنياهو يريد كيانا سياسيا فلسطينيا مسلوب السيادة وحيث انه يراوغ الرأي العام العالمي في تلك المقابلة فبدلا من ان يقول اريد الاستمرار في الاحتلال و الحكم العسكري في مناطق الضفة الغربية فأنه يقول أريد السيادة الاسرائيلية

على الرغم من الهجوم الكاسح الذي ‏يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو داخليا، الا انه يحظى‏ ‏بدعم إعلامي دولي واسع النطاق من الصحافة العالمية والأمريكية خاصة. ‏وهنالك العديد من الزملاء الإعلاميين والباحثين العرب الذين يتساءلون دائما عن الساحة الأمريكية وأهميتها وكيفية اقتحامها، و يمكن القول ان العالم العربي ينقصه الناطقين والسياسيين العرب الذين يستطيعون بالفعل اختراق الساحة الاعلامية الاميريكية.

حيث ان هذه الساحة من الصعب اختراقها عربيا وهي مخترقه إسرائيليا ومؤيده لإسرائيل ومناوءة للعرب بالكامل، ‏وفي هذه المقالة اريد أن اركز على مقابلة أجراها الصحفي المخضرم فريد زكريا وهو أمريكي من أصل هندي ويمكن القول بأنه مؤيد بعض الشيء للفلسطينيين ولكنه لا يستطيع تجاهل مدى التأييد التي تحظى به اسرائيل في كافة ألأوساط الإعلامية والسياسية في أمريكا و في ‏مقابلة فريده له مع نتنياهو بثت له في شبكة ال "CNN" في برنامج "JPS" يوم الأحد الماضي 28.1.2018 كانت مقابله اعتبرت من الاكبر الانجازات العالمية لبنيامين نتنياهو من حيث تسهيل الاسئلة عليه ومراعاته وعدم مواجهته بالحقائق المريرة للاحتلال والابرتهايد في مناطق ضفة الغربية وقطاع غزة. وقد أعطيت الساحة لنتنياهو في هذه المقابلة والتي بثت في ساعة الذروة لكي يشرح أفكاره واضحة المعالم المتعلقة بالاحتلال، ايران و العالم العربي ،و علاقته الدولية الأخرى.

وفي سياق المقابلة أكد نتنياهو دعمه المطلق لقرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل، كما انه يعارض وبشكل قاطع إقامة دوله فلسطينية حيث يقول ان الفلسطينيين يستطيعون ان أرادوا ان يحكموا أنفسهم و يديروا شؤونهم في أطار حكم محلي محدود ، و يستبعد نتنياهو فكرة إقامة دولة لشعبين حيث انه يريد دولة يهودية مع حكم محلي عربي تسيطر فيه إسرائيل عسكريا على الضفة الغربية و على الحدود مع الأردن وتقتطع برأيه 10% من كافة المناطق الحدودية الفلسطينية هناك، لكي تمنع حماس وداعش من الاقتراب من تلك المنطقة برأيه.

ويتابع في هذه المقابلة بشكل واضح وجلي بانه يريد كيانا سياسيا فلسطينيا مسلوب السيادة وحيث انه يراوغ الرأي العام العالمي في تلك المقابلة فبدلا من ان يقول اريد الاستمرار في الاحتلال و الحكم العسكري في مناطق الضفة الغربية فأنه يقول أريد السيادة الاسرائيلية على تلك المناطق ولم يذكر الاحتلال المباشر بدون إن يواجه من قبل زكريا بأي معارضة او مقاطعة.

حيث انه لم يسأل ايضا من قبل هذا الصحفي عن الحقوق المدنية و القومية لشعب يرزح تحت الاحتلال منذ 50 عاما وتسلب ثرواته الطبيعية من مياه و غاز و نفط و تعطى تلك الخيرات للمستوطنين بحجة ان هذه الأرض أعطيت لبني إسرائيل قبل 3000 عام. ‏ومن الجدير ذكره ان فريد زكريا والذي يعتبر من كبار الصحفيين في أمريكا لم ينبس ببنت شفة ولم يواجه بالحقائق الصارمة التي يعرفها كل شخص، ‏بل انتقل إلى السؤال الاخر المتعلق بإيران حيث قال نتنياهو بأنه لن يسمح بأن تكون إيران دولة نووية و يطالب و بشكل قاطع الرئيس الأمريكي ترامب والكونغرس بإلغاء الاتفاق مع ايران او تغييره. ويضيف بأن ايران يمكنها ان تصنع عشرات القنابل النووية خلال توقيعها للاتفاق ، اما اذا تم الغاء الاتفاق فأنها لن تستطيع ان تنتج قنبلة واحدة. ويهدد ايران وبشكل واضح على الملأ وامام الرأي الامريكي والعالمي بدون خوف او وجل ويجاهر قولا بأن العالم العربي او بعض اجزائه يؤيده في استراتيجيته هذه ضد إيران.

اما فريد زكريا فيحاول التشبث بالحالة الكورية بجلبه مثال يتعلق بإلغاء الاتفاق مع كوريا الشمالية في فترة جورج بوش أدى الى تحولها لدولة نووية وهذا ما يمكن ان يحدث مع ايران ولكن نتنياهو استمر في التحريض على إيران وبأن ايران هي مصدر الأزمات الاقليمية في المنطقة . هذا وذكر فريد زكريا وبشكل متواضع الفضائح التي تعصف بنتنياهو داخليا و لكنه لم يواجهه بشكل واضح وقاس بل ذكرها من اجل الاعلام.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة