الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 08:01

حبيبتي الشمس - بقلم: يوسف حمدان - نيويورك

كل العرب
نُشر: 08/02/18 23:31,  حُتلن: 23:32


شمسي الحبيبةُ
لا تغيبي!
شُروقك جنةٌ لبلابلٍ
جذلى تُغنِّي للبعيد
وللقريبِ
غيابُك وكرُ بومٍ موحشٍ
أو للغُرابِ..
شروقك للجمال أزاهرٌ
غروبك للكآبة والشحوبِ..
ظلّي معي
لا ترحلي!
فأنا بدونكِ
لا أرى وجهَ الحبيبِ..
وأنا بدونك تائهٌ
في كل أرضٍ كالغريبِ..
أسيرُ بلا هدىً
أنادي كلَّ شاردةٍ
وأستغيثُ بلا مُجيبِ..
***
شمسي الحبيبةُ
لا ترى عيني سواكِ
وفي غيابكِ
لا أرى غير الغشاوةِ
في الضبابِ..
إن غاب وجهُكِ
خُضرةُ الأشجارِ
لا تأتي
ولا تجري الجداولُ
في السهولِ
أو الهضابِ..
وبدون عينكِ
لا تهبُّ الريحُ
في الوادي
ولا يأتي النسيمُ
إلى الروابي..
وبدون ناركِ
ليس في الصحراء ماءٌ
ولا في الحقل
أو بطن الخوابي..
وبلا شُعاعك في دروبي
لا أرى شكلَ البحيرةِ
أو تباشير السَرابِ..
وبلا اشتِعالِكِ
لا حياةَ بلا هواءٍ..
ودونك لا حياةَ بلا طعامٍ
أو شرابِ.
***
شُعاعُكِ
يرسمُ العُشبَ الطريَ
على ترابي..
ولهُ يَموجُ البحرُ
من رملِ الشُطوطِ
إلى العُبابِ
يتجمَّد القطبُ البعيدُ
لبُعدِهِ عن مقلتيكْ..
لقُربك من ذُراها
تهطلُ الأمطارُ
في سهلٍ وغابِ..
شمسي الحبيبةُ
لا تغيبي!
خلّي شعرَك الذهبيَّ
يمرحُ فوقَ وجهي
مثل راقصةٍ لَعوبِ
صُبِّي ضياءَك
في نوافذ منزلي
ظلِّي بقُربي في الصباحِ
وبالبقاء تُغَمِديني
إن كنتِ آثرتِ الرحيلَ
لتهجُريني
صبِّي لَظاكِ على جَبيني
واحرقيني!
علَّ الرمادُ يصيرُ يوماً
زهرةً بِيَدِ الحبيبِ..
علِّي أصيرُ
سمادَ سنبلةٍ
بحقل العندليبِ.
يوسف حمدان - نيويورك

مقالات متعلقة