الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 18:01

سبت اليوم الأسود وجمعة العدل الدولية

أحمد حازم
نُشر: 28/01/24 08:24,  حُتلن: 14:24

يوم السابع من أكتوبر الماضي كان سبت بداية تحول كبير على الساحات الإسرائيلية والفلسطينية، والعربية بشكل عام. هذا السبت أطلقوا عليه في إسرائيل اليوم الأسود، لأنه شهد بداية لمقتل 1200 إسرائيليا، والفلسطينيون أعطوه وصفا آخر لا علاقة له بالألوان. في البداية أعلن العالم عن تضامنه مع إسرائيل، التي لم تسكت عما حدث في ذلك اليوم، وسارعت في شن حرب جوية وبحرية وبرية على غزة التي انطلق منها الذين نفذوا عملية "طوفان الأقصى"، وأطلقوا على هذه الحرب "السيوف الحديدية". صحيح ان ما فعله القادمون من غزة، استغرق تنفيذه يوما واحدا، لكن حرب السيوف الحديدية لا تزال مستمرة منذ أكثر من ثلاثة شهور ونصف الشهر مخلفة 26 ألف قتيل غزي وتدمير البنية التحتية فيها.

طيلة تلك الفترة، لم يتحرك "الأشقاء الرب" ولم يفكروا باتخاذ خطوة ما لمساعدة أهل غزة، كما فعلت جنوب افريقيا، التي اتهمت اسرائيل بالقيام بعملية إبادة جماعية للفلسطينيين، وذهبت الى محكمة العدل الدولية لجلب إسرائيل للمحاكمة. هذه الدولة الافريقية التي كانت عنصرية بامتياز وحليفة إسرائيل في فترة ما قبل استلام نلسون مانديلا الحكم فيها بعد القضاء على العنصرية، لا تحمل هوية عربية أو هوية إسلامية، وفعلت ما عجزت عنه الدول العربية والإسلامية. وأعتقد بأن هذه الدولة قامت بعملية تسمى باللهجة الشعبية الفلسطينية "تجحيش" للعالمين العربي والإسلامي.

فماذا صدر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي يوم الجمعة الماضي خلال الجلسة التي عقدتها للنطق بالحكم الأولي في القضية المرفوعة من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بجرم الإبادة الجماعية؟ لقد اتخذت  المحكمة قرارا يتضمن ستة بنود من بينها ان المحكمة رفضت في قرارها الموقف الإسرائيلي الذي طلب رفض القضية وإلغاءها من السجل العام.

صحيح ان المحكمة لم تفرض التعليق الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وفق ما طلبت جنوب إفريقيا. لكن القرار ينص ضمناً على وقف إطلاق النار بدون الإشارة له بمصطلح سياسي صريح كما طلبت جنوب إفريقيا، اذ يتضمن إلزام إسرائيل باتخاذ كافة التدابير لوقف قتل الفلسطينيين، منع إيقاع ضرر جسدي أو عقلي جسيم بحقهم، وقف أي إجراءات محسوبة للتسبب بفنائهم أو فناء جزء منه منع تحريض المسؤولين الإسرائيليين على الإبادة الجماعية ومعاقبة المحرضين، وتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. 

لقد لفت انتباهي مواقف القاضية الأمريكية والقاضي الفرنسي والقاضي الألماني صوتوا مع القرار بخلاف الموقف المعلن لدولهم، وهذا مؤشر قد يشكل رسالة من تلك الدول على عدم استعدادها للمخاطرة بتقويض النظام الدولي الذي أقامته لاستدامة نفوذها؛ وإن كانت الولايات المتحدة ستناور على تفسير القرار بوصفه لا يدعو صراحة لوقف الحرب. ملاحظة أخرى لفتتت انتباهي وهي صوت القاضي الإسرائيلي أهارون باراك مع القرار في بندَي منع التحريض وتوفير الخدمات الأساسية والمساعدات، أي أنه منح المشروعية لاختصاص المحكمة وفق اتفاقية الإبادة الجماعية في المبدأ.

وأخيراً...

بشكل عام، فإن العالم صوت لصالح اتخاذ إجراءات عاجلة تلبي معظم ما طلبته جنوب أفريقيا من المحكمة الدولية ضد اسرائيل. حتى الاتحاد الأوروبي، صديق وداعم إسرائيل أكد أنه يتوقع تنفيذًا كاملًا وفوريًا لقرار محكمة العدل الدولية.



 

مقالات متعلقة