الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 12:02

شهيدنا عادل أبو الياس ينادينا لا تقتلوني مرتين!/ بقلم: الأستاذ وليد عمر عصفور عامر

كل العرب
نُشر: 21/04/12 12:57,  حُتلن: 17:07

الأستاذ وليد عمر عصفور عامر في مقاله:

تحديت السجن والسجان واستطعت باصرارك ومثابرتك أن تحصل على لقب جامعي أكاديمي وأنت رهن الاعتقال

هذا هو حال الأبطال يؤدون رسالتهم مكرسين حياتهم لخدمة قضايا شعبهم ومجتمعهم بمبدئية واصرار ومثابرة الى ما شاء الله

يا أبا الياس لقد قتلت مظلوما وفي ديننا من يقتل ظلما فإنه يحتسب عند الله من الشهداء وهذا عزاؤنا رغم الألم والحسرة على رحيلك عنا في قمة عطائك

هكذا تملي علينا العدالة الربانية أن نتذكرك يا حبيبنا أيها البطل عادل محمد عيسى "أبو الياس" بتاريخك الناصع والمشرف حينما كنت أسيرا مع رفاق دربك من كفر قاسم وخارجها في السجون الاسرائيلية

لقد فجعنا جميعا بهول الجريمة وبهذه النهاية التراجيدية والمؤلمة لهذا العلم والمناضل العنيد من أعلام كفرقاسم لا بل ومن أعلام الحركة الأسيرة لشعبنا الفلسطيني عامة. ولكن على ما يبدو هذا هو حال الأبطال يؤدون رسالتهم مكرسين حياتهم لخدمة قضايا شعبهم ومجتمعهم بمبدئية واصرار ومثابرة الى ما شاء الله. يا أبا الياس لقد قتلت مظلوما، وفي ديننا من يقتل ظلما فإنه يحتسب عند الله من الشهداء ، وهذا عزاؤنا رغم الألم والحسرة على رحيلك عنا في قمة عطائك، فنم قرير العين هناك في عليين مع الشهداء والصديقين وحسن اؤلئك رفيقا. ويأبى القدر إلا أن ينصفك فتنال الشهادة في "يوم السجين والأسير الفلسطيني" حيث يحيي أبناء الشعب الفلسطيني هذا اليوم في 18 نيسان من كل عام للتأكيد على قدسية قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين الذين يقبعون خلف القضبان . وهكذا تملي علينا العدالة الربانية أن نتذكرك يا حبيبنا أيها البطل عادل محمد عيسى "أبو الياس" بتاريخك الناصع والمشرف ، حينما كنت أسيرا مع رفاق دربك من كفر قاسم وخارجها في السجون الاسرائيلية.

سنبقى نتذكرك
حبيبنا أبا الياس ، سوف نبقى نتذكر لك أنك كنت قائدا ميدانيا للسجناء الفلسطينيين في تلك الفترة تؤدي دورك في خدمتهم رغم قيود الأسر ، وأن آلاف الأسرى والمناضلين يبكونك اليوم برحيلك وسيظلوا يذكرونك ولن يخذلوك، وسنحافظ جميعا و معا على صون ذكراك وانصافك بما يليق بمقامك ما حيينا...

رباطة جأشك ورجولتك
وسنبقى نتذكر لك رباطة جأشك ورجولتك حينما أحضروك من المعتقل لزيارة ضريح الوالدة الحاجة فاطمة "أم عبدالله" والتي وافتها المنية وأنت قابع خلف القضبان ، وقد رافقتك تلك الحشود المؤلفة من آبناء كفرقاسم في حينها لتعبر عن حبها وتضامنها معك وذويك في ذلك المصاب الجلل...لتعود اليوم شهيدا الى حضنها الدافئ مزغردة لك هناك في جنات النعيم ...

العرس الشعبي
ولن ننسى ذلك العرس الشعبي الذي عم كفرقاسم فرحة بتحررك من المعتقل مع رفيق دربك المناضل أحمد حسني عيسى " أبو يوسف" في 22 أيلول عام 1999 حيث استقبلتكم الجماهير استقبال الأبطال بما يليق بقدركم . لقد أفنيتم ربيع شبابكم 14عاما في الأسر ودفعتم من حريتكم هذا الثمن الغالي من أجل كرامة بلدكم كفرقاسم ومساهمة منكم في النضال من أجل القضية الوطنية الفلسطينية العادلة، أسوة بالألوف ممن ضحوا في هذه المسيرة الطويلة للشعب الفلسطيني المظلوم.  وكيف جاءت جموع المهنئين من مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني من الداخل ومن المناطق الفلسطينية في الضفة والقطاع على أعلى المستويات من قيادات جماهيرنا في الداخل ومن السلطة الفلسطينية والوفود الشعبية معبرين عن غبطتهم لكم بالتحرر.

تحدي السجن والسجان
وعلى المستوى المهني فانك تحديت السجن والسجان واستطعت باصرارك ومثابرتك أن تحصل على لقب جامعي أكاديمي وأنت رهن الاعتقال ، لتندمج بعد تحررك في العمل في جهاز التربية والتعليم في بلدك كفرقاسم وتسهم في مسيرة تربية أجيالنا في قسم رياض الأطفال ، وهنا سنفتقد وجهك البشوش الذي لطالما عهدناه مرحبا وخدوما للجميع...  حبيبنا أبا الياس ، لقد عشت مبدئيا طوال حياتك وواظبت على المشاركة في النشاطات الجماهيرية القطرية والمنطقية سواء في الداخل أو في مناطق السلطة الفلسطينية ايمانا منك أنك بهذا تواصل تأدية دورك في تمثيل الوجه الناصع لبلد الشهداء كفرقاسم من أجل قضية شعبنا العادلة. وفي نفس الوقت كنت مفعما بالنشاط على الساحة المحلية وكنت سباقا في المشاركة في مختلف المناسبات الوطنية والشعبية من أجل رفعة بلدك وصنع بيئة أفضل لأجيالنا في كفرقاسم.

جنازة مهيبة
هنا أعذرني حبيبي عادل ، فاننا فشلنا في حقك فأنت لا تستحق من بلدك مثل هذه النهاية ، وإن حظيت بجنازة مهيبة تليق بقدرك ، ولكن عزائنا أن الله اختارك الى جانبه في هذه الأيام بالذات وكأني بالقدر يريد أن يحمي نقاوتك من التلوث في زمن أصبحت فيه الأمور مقلوبة وانتشر الرياء والمداهنة مع تفشي آفة العنف غير المبررة لتنهش جسد هذا المجتمع وتهدد كياننا حاضرا ومستقبلا... فالى جنات الخلد يا حبيبنا عادل "أبا الياس" ، وعزائنا لزوجتك وأولادك وأهلك وأخوتك وأخواتك وكل ذويك ومحبيك وانا لله وانا اليه لراجعون. 

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


 

مقالات متعلقة