الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 20:01

أسد غبيّ ومتآمر لم يحسن التصرّف!/ بقلم:مطانس فرح

كل العرب
نُشر: 27/07/12 15:54,  حُتلن: 08:26

مطانس فرح في مقاله:

ما يحدث في سورية سيؤدّي حتمًا إلى تغيير جذري في مِنطقة الشّرق الأوسط وقلب "موازين القوى" لسبب "تآمر" "الأسد" هذا "الأسد" الغبيّ الّذي لم يحسن التصرّف

غالبيّتنا يدرك أنّ المسؤول الأوّل والأخير عمّا يجري على السّاحة السوريّة اليوم هو النّظام السوريّ الدكتاتوريّ القامِع المُستبدّ الفاسد الظّالم الإرهابيّ

أستهجن وأستغرب غالبيّة المواقف والبيانات  الّتي تندّد بالمؤامرة دون أن توجّه إصبع الاتّهام ولو لمرّة واحدة للمسبّب الرئيس لتصعيد المؤامرة على سورية أعني الرئيس الغبيّ بشّار الأسد

"إنّ ما يجري على الأرض السوريّة يتخطّى مجرّد المطالبة بإصلاحات وحقوق وتعديلات، إنّها مؤامرة أمريكيّة – صِهيونيّة"؛ سمعت هذه المقولة مئات المرّات بأساليب وطرائق شتّى، إلّا أنّي عُدت وسمعتها من أحد الزملاء في مستهلّ هذا الأسبوع؛ مُشيرًا إلى أنّ جميع المؤشّرات على الأرض، والتّحركات الدبلوماسيّة والسياسيّة الجارية تؤكّد ذلك؛ وأنّ طوق المؤامرة يلتفّ – أكثر من أيّ وقت مضى – حول عنق الشّعب السوريّ، والرئيس بشّار الأسد، تحديدًا. وفي المقابل، عمّم الحزب الشيوعيّ في مِنطقة حيفا بيانًا دان فيه بشدّة "تصعيد المؤامرة الإمبرياليّة – الصِّهيونيّة الرجعيّة على سورية..."، مُشيرًا إلى أنّ "المؤامرة المفضوحة على سورية دخلت مرحلة حاسمة، تتطلّب موقفًا حازمًا وقاطعًا، لا مكان فيه للتلعثم وخلط الأوراق وإنمّا للتصدّي بكلّ قوّة للمؤامرة والمتآمرين والتضليل والمضلّلين..".

إجراءات ومبادرات
أستهجن وأستغرب غالبيّة المواقف والبيانات – وخصوصًا الأخيرة منها – الّتي ما زالت تندّد بالمؤامرة، من دون أن توجّه إصبع الاتّهام، ولو لمرّة واحدة، للمسبّب الرئيس لتصعيد المؤامرة على سورية، أعني الرئيس الغبيّ، بشّار الأسد. نعم.. فدعونا لا نتلعثم فعلًا؛ فغالبيّتنا يدرك أنّ المسؤول الأوّل والأخير عمّا يجري على السّاحة السوريّة، اليوم، هو النّظام السوريّ الدكتاتوريّ، القامِع، المُستبدّ، الفاسد، الظّالم، الإرهابيّ، المتمثّل بحزب "البعث" والرئيس السّوريّ؛ لسبب تعنّته وتخلّفه وعدم اتّخاذه أيّ إجراءات أو مبادرات حقيقيّة جذريّة أو إصلاحات فعليّة على أرض الواقع، منذ بدء "المؤامرة"/الهبّة السوريّة، قبل أكثر من سنة ونصف السنة، لا مجرّد عمليّات "ماكياج" زائفة.. وقد راح ضحيّة "هذه المؤامرة" الألوف من الأطفال والنساء والرجال والشيوخ، أبناء الشعب السوريّ، الّذي تعامل رؤساؤه معه – وما يزالون – بشكل حيوانيّ، بأساليب وقوانين أقسى من قوانين الغاب، تُلزم الحيوانات الخضوع لها، ولسياسة مَلكها "الأسد".

تغييرات وإصلاحات
فكيف لرئيس يرى شعبه يُذبح يوميّـًا ألّا يحرّك ساكنًا؟! بل يتصرّف وكأنّ شيئًا لا يحدث فوق أراضيه! فيجبُن هذا "الأسد" عن إحداث إصلاحات؛ حفاظًا منه على نظامه الدكتاتوريّ، ليعطي بذلك الضّوء الأخضر لتصعيد "المؤامرة".. لا عجب في ذلك؛ حيث لم يحاول هذا الجبان حتّى التّفكير في تحرير الجولان السوريّ المحتلّ، مُعطيًا الضوء الأخضر، أيضًا، لتحليق المروحيّات والطائرات الإسرائيليّة، مِرارًا وتَكرارًا في الأجواء السوريّة؛ لتكشف وتستكشف، لتُطالع وتستطلع، وتحوم فوق قصره الرئاسيّ!!
الأوطان بالبشر تُذكر لا بالحجر؛ فمَن يهمّه الوطن، فعلًا، يعمل من أجل شعبه؛ فكان على "الأسد" أن يفعل المستحيل لإطفاء الضوء الأخضر، ولوقف التصريحات بإراقة الدماء السوريّة وبالمجازر البشعة المرتكبة بحقّ الشعب بجميع أطيافه وأعماره، وبحقّ الجيش السوريّ أيضًا، فوق الأرض السوريّة، ومنع الفتن والحرب الأهليّة، وتفادي الخسائر الماديّة والبشريّة، حتّى إن كلّفه الأمر إحداث تغييرات وإصلاحات من الألف إلى الياء.

شعلة الثّورات العربيّة
إنّ الصين وروسيا تقفان إلى جانب سورية، لا حبّـًا بالأسد ولا عشقًا للعرب؛ فلروسيا مصالح ومآرب سياسيّة عظمى وقد تكون استعماريّة، أيضًا، في المِنطقة، بالحفاظ على حصنها أو ثَغْرها الأخير (سورية) في مِنطقة الشرق الأوسط، بعد أن "سيطرت" أمريكا على كافّة الدول العربيّة في المِنطقة، ومناطق أخرى كذلك(!).
إنّ انطلاق شعلة الثّورات العربيّة الّتي وصلتنا من تونُس، جالت بعض الدول العربيّة فأشعلتها وقلبت فيها السياسات والموازين؛ اختلطت الأوراق في دول المِنطقة العربيّة، ففي جزء منها كان التدخّل خارجيًّا وإمبرياليًّا – وأنا لا أنكر ذلك – إلّا أنّ هذه الشعلة ما زالت متّقدة في بلادنا العربيّة، تحرق معها الأخضر واليابس..! وبعد كلّ ما سبق، لا شكّ في أنّ ثَمّة مؤامرة حقيقيّة مُحاكة ضدّ شعبنا العربيّ عمومًا والسوريّ خصوصًا؛ لكن دعونا لا نطمر رؤوسنا في التراب كالأنعام، فحكّام بلادنا العربيّة، بسياساتهم وتصرّفاتهم، ساهموا في إضرام النّار في بلادهم وإحراقها!

خطوات فعليّة
لست متأكّدًا من أنّ المجازر المرتكبة في سورية هي من "صنع" الثوّار أو المعارضين أو حتّى "المتآمرين" (فقط!!)؛ فإن لم تكن من صنعهم فعلى الأقلّ بتصريح أو بشبه تصريح من الرئيس "الأسد" القادر على كلّ شيء!! ولكن ما أنا متأكّد منه هو أنّ هذا الرئيس مسبّب للمؤامرة، بل شريك فيها. فبعدم اتّخاذه خطوات فعليّة تُظهر للقاصي والداني أنّ هناك نيّة في الإصلاح، وبتصرّفاته الغبيّة، أو دعوني أقُل لعدم تصرّفه، أعطى للغرب الضوء الأخضر لإشعال بلاده، وسمح وشارك بارتكاب المجازر البشعة بحقّ شعبه.
إنّ ما يحدث في سورية سيؤدّي، حتمًا، إلى تغيير جذري في مِنطقة الشّرق الأوسط، وقلب "موازين القوى"، لسبب "تآمر" "الأسد"، هذا "الأسد" الغبيّ الّذي لم يحسن التصرّف!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرا في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net

مقالات متعلقة