الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 22:01

خلي الشعب يقرر وما كان لن يكون/ بقلم: غسان عبدالله

غسان عبدالله
نُشر: 11/01/19 16:41,  حُتلن: 15:37

غسان عبدالله في مقاله:

كان بإمكان الاحزاب العربية ان تخوض الانتخابات الاخيرة بدون تشكيل القائمة المشتركة ولنجحت جميعها

بسبب الضغط الجماهيري والوعي السياسي والمسؤولية الوطنية لدى كل الاطراف آثروا الوحدة لكل الاحزاب ضمن قائمة مشتركة واحدة استجابةً لرغبة الجماهير والشعب

السبب الأول والمحفز للاتفاق على القائمة المشتركة هو رغبة الجماهير وارادة الشعب وليس هذه الكذبة وكما يُشاع ارتفاع نسبة الحسم.

نحن امام تحديات جسام ومخاطر كبيرة وكل المؤشرات والدلائل تبين فوز الاحزاب اليمينية وعلى راسها الليكود وعودة نتانياهو الى سدة الحكم 

شعبنا يعي ما يدور على الساحة الحزبية، ويعرف ان كل من يتعالى على أخيه ويحاول اقصاءه هو من يشق وحدة الصف، فردت تصريحاتكم الى نحوركم

عندما طرح اڤغدور ليبرمان وزير الخارجية انذاك قانون رفع نسبة الحسم بلا شك كان هدفه ضرب الاحزاب العربية ظانًا منه بعدم تمكنها من اجتياز نسبة الحسم وعليه كانت وحدة الاحزاب الفاعلة على الساحة الحزبية ضمن قائمة واحدة وهي القائمة المشتركة.

الكثير من المتابعين والمحللين السياسيين قالوا انه بسبب هذا القانون فرضت الوحدة مجبرًا اخاك لا بطل "ويخلف على ليبرمان الذي وحد العرب".
وكأن الاحزاب العربية والقيادات لم تناد بهذة الوحدة من قبل!!
وكأن جماهيرنا العربية لم تناد ولم تعمل جاهدةً من اجل هذه الوحدة !!
حقيقةً كان بإمكان الاحزاب العربية ان تخوض الانتخابات الاخيرة بدون تشكيل القائمة المشتركة ولنجحت جميعها.
كان بإمكان الاحزاب ان تخوض الانتخابات ضمن قائمتين ويكون النجاح حليفهما.
ولكن بسبب الضغط الجماهيري والوعي السياسي والمسؤولية الوطنية لدى كل الاطراف آثروا الوحدة لكل الاحزاب ضمن قائمة مشتركة واحدة استجابةً لرغبة الجماهير والشعب.
وهنا وبهذا الموقف تجلت كل القيم الاخلاقية والسياسية للحركة العربية للتغيير حيث ابدت تنازلا كبيرا وضحت وظُلمت كثيرًا ايمانًا منها ان المصلحة الوطنية فوق اي اعتبار.
إذًا السبب الأول والمحفز للاتفاق على القائمة المشتركة هو رغبة الجماهير وارادة الشعب وليس هذه الكذبة وكما يُشاع ارتفاع نسبة الحسم.
ومن هنا يجب علينا كقيادة ومسؤولين ان تكون لدينا القناعة التامة ان القائمة المشتركة اكتسبت قوتها من الشعب واستمدت شرعيتها ايضاً من الشعب ، وعليه رفعت القائمة المشتركة في دعايتها الانتخابية شعار "المشتركة ارادة الشعب".
واليوم وبعد الاعلان عن حل الكنيست العشرين يكون بهذا قد مرّ على تجربة المشتركة ما يقارب الثلاث سنوات ومن الطبيعي جدًا ان تبدأ بالتحضير لتكون بجهوزية تامة لخوض المعركة الانتخابية المقبلة بقوة اكبر كيًفا وكمًا.
والتحضير والجهوزية بهذة الحاله يحتم علينا اولا ان نقيّم هذة التجربة وهذا النموذج الوحدوي من كل جوانبه سواء السلبية منها او الايجابية وخاصةً انها تجربة مرت بمراحل ومنعطفات كثيرة .
فكان الاجدر بنا والاهم ان نقيّم نجاحاتها وإخفاقاتها،من كان من النواب الاكثر اجتهادا ومن كان اقل ، ومن كان فاشلاً.
من كان له انجازات في خدمة وسطنا العربي ومن استطاع ان ينتزع حقوق من خلال القوانين التي أُقرت.
هل موازين القوى تغيرت لدى بعض المركبات وخاصة على المستوى الشعبي؟
من الذي احرز نجاحات في انتخابات السلطات المحلية ومن فشل !؟
أليس هذا هو المفتاح الحقيقي يا قيادة المركبات الثلاث؟
كان يجب علينا ان نتعلم من هذه التجربة ونرمم ما أتلف منها، وكيفية اعادة ثقة الناخب للمشتركة بعد ان تزعزعت والنهوض بها. نعم هذا ما كان يجب ان يقلقنا قبل الاستباق على المقاعد!
يجب ان ننظر الى كل هذه التطورات والمستجدات والى عيون شعبنا ولانفسنا بنوايا صادقة وان نتعامل معها بحس وطني صادق وان تكون المسؤولية الوطنية هي البوصلة التي توجه شعبنا الى بر الامان وان تكون المشتركة رافعة ومنعطفًا تاريخيًا ، وارساء ثقافة الحوار المبني على مبدأ الندية وليس بالتعالي والفوقية.
نحن امام تحديات جسام ومخاطر كبيرة وكل المؤشرات والدلائل تبين فوز الاحزاب اليمينية وعلى راسها الليكود وعودة نتانياهو الى سدة الحكم مما يجب ان يعطينا الضوء الاحمر ولنترقب المزيد من الضربات السياسية والقوانين العنصرية قد تمتد الامور الى جعل قانون القومية بداية الترانسفير.
نعم هكذا تكون المسؤولية الجماعية،وليس عبر هذه التصريحات لقيادة الاحزاب وكأنها حكرًا عليهم وهمهم الاول المحاصصة حول توزيع المقاعد وعلى تركبية القائمة.
ونسينا او تناسينا الشعار "المشتركة هي ارادة شعب".
وتجاهلنا كل ما يجب ان نفعله ونقول لا حاجة لهذة التقييمات ولا الى دراسة او بحث وكأن كل شيئ على ما يرام وعلى احسن حال،والمهم ان تبقى التركيبة كما هي وان يبقى الاعتماد على انتخابات ٢٠١٣ فهي المفتاح ولا حاجة لزيادة او نقصان ويا دار ما دخلك شر!!.
ما هكذا تورد الابل يا سادة يا محترمين!
غريب امرهم! هل غاب عن بالهم ان يوسف اخاهم ولا يستحق منهن هذة المعاملة السيئة! لماذا يبغون ان يلقونه بغيابة الجب وان يقتلوه ويطرحوه ارضًا؟! ليخلوا بهم وجه من؟!
لماذا تسول لهم انفسهم امرًا كهذا؟!
وذنبه الوحيد انه رأى احد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين !؟
لماذا تكيدون له كيدا؟!
وتكذبون على ابيكم وتقولون انكم ذهبتم لتستبقوا وتركتوه عند متاعكم؟!
لتستبقون على ماذا؟
لماذا يريدون اقصاءه اليس هذا هو شق الوحدة!؟
تركيبة القائمة وتوزيع المقاعد ليس من اختصاص قيادة الاحزاب فقط!
وليس من حقهم التفاوض بالغرف المظلمة ليجهزوا الطبخة كيفما يحلو لهم وليبهروها كيفما شاؤوا
وما على شعبنا الا الانتظار خارجًا ليراقبوا تصاعد الدخان الابيض ليخرجوا من غرفهم وليواجهوا الشعب.
ها نحن جهزنا امورنا ورتبنا مقاعدنا والطبخة جاهزة!.
اما انتم فما عليكم الا التوجه الى صناديق الاقتراع والادلاء باصواتكم!
وهذا ما رفضناه نحن بالحركة العربية للتغيير وعليه كان طرحنا وهو اشراك جماهيرنا بكل التقاصيل وبكل ما يحدث على الساحة الحزبية وليكن الاستفتاء العام او البرايميرز هو كلمة الفصل.
يجب ان نشرك الناخب العربي في القرار وان يكون بقلب الحدث وهذا حق له وقد قلنا بأن المشتركة اكتسبت قوتها من الشعب واستمدت شرعيتها اكثر من الشعب، وعليها رفعنا شعار"خلي الشعب يقرر" .
فلماذا هذا الخوف من هذا الشعار وما هذا الارتباك والرعب والفزع ؟
اصروا ان يبقوا متقوقعين في ارائهم وافكارهم ويضللون الشعب بتصريحاتهم الغير مسؤولة وكأن العربية للتغيير هي التي شقت وحدة الصف!
هذا ذر للرماد بالعيون.
شعبنا يعي ما يدور على الساحة الحزبية، ويعرف ان كل من يتعالى على أخيه ويحاول اقصاءه هو من يشق وحدة الصف، فردت تصريحاتكم الى نحوركم.
وكان الانفصال ، انفصال الحركة العربية للتغيير عن القائمة المشتركة والتحامها بالشعب تلبيةً لارادة الشعب.
وها نحن اليوم نعد العدة ونشحذ الهمم ونستنهض الطاقات بخطى ثابتة وواثقة نحو مؤتمرنا العام ولننطلق وبأجواء العزيمة والايمان والارادة نحو نصر مؤزر قريب.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة