الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 00:02

تحالف الطيبي مع الجبهة قرار حكيم والسياسة فن الممكن/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 25/02/19 10:08,  حُتلن: 13:51

الإعلامي أحمد حازم في مقاله: 

بغض النظر عما إذا كان تصرف الطيبي صحيحاً أم خطأ، لكن في النهاية وكما يقول المثل الفلسطيني الشائع" ذاب الثلج وبان المرج" حيث تبين في نهاية الأمر أن أحمد طيبي لم يشق "المشتركة" لأنه عاد متحالفاً مع "الجبهة" في خوض انتخابات الكنيست المقبلة

خاضت "الحركة العربية للتغيير" برئاسة الطيبي الانتخابات في تلك الفترة ضمن قائمة تحالفية مع" الجبهة" وحصدت القائمة آنذاك ثلاثة مقاعد منها مقعد للطيبي

عندما أعلن د. أحمد طيبي انسحابه من "القائمة المشتركة" تعرض للكثير من النقد العنيف بسبب خطوته. وقيل وقتها ان الطيبي شق "المشتركة" لدرجة أن بعض الأقلام الجارحة والخبيثة اتهمته بتنفيذ أهداف صهيونية. بغض النظر عما إذا كان تصرف الطيبي صحيحاً أم خطأ، لكن في النهاية وكما يقول المثل الفلسطيني الشائع" ذاب الثلج وبان المرج" حيث تبين في نهاية الأمر أن أحمد طيبي لم يشق "المشتركة" لأنه عاد متحالفاً مع "الجبهة" في خوض انتخابات الكنيست المقبلة.

وقد حدثت تطورات سياسية في الأسابيع الأخيرة فيما يتعلق بالمفاوضات بين مركبات المشتركة، كانت نتائجها مفاجآت للناخب العربي، الذي عاش على أعصابه بسبب هذه المفاوضات. ما حدث في نهاية المطاف، صدور إعلان رسمي عن تشكيل قائمة ثانية تشمل "الحركة الإسلامية الجنوبية " و"التجمع الوطني الديمقراطي" يرأسها د. منصور عباس. وبذلك خرج مركبان أساسيان من "المشتركة" وشكلوا قائمة لهما وحدهما فقط أي تحالف ثنائي لخوض انتخابات الكنيست. وهذا يعني بصورة لا تقبل الشك انسحاب رسمي من "المشتركة".

صحيح ان الطيبي أعلن عن نيته في تشكيل قائمة ثانية لكن لم بفعل ذلك، رغم تصريحاته الكثيرة التي لم تنقطع بشأن صحة موقفه من الإنسحاب، ومطالبته بإجراء استفتاء شعبي حول رئاسة "المشتركة" وأعضائها. وفجأة دخل رئيس بلدية الناصرة علي سلام على خط انتخابات الكنيست معلناً موقفه إلى جانب الطيبي وصرح بأن قائمة "ناصرتي" التي يرأسها سلام ستخوض الاننتخابات بالتعاون مع أحمد طيبي.
ولم تمض أياماً قليلة حتى أشغل علي سلام المجتمع العربي بتصريحه الذي قال فيه، أنه على استعداد للعمل على وحدة المشتركة شرط أن يكون الطيبي رئيساً لها. تصريح علي سلام جاء بالدرجة الأولى نتيجة الخلاف السياسي القديم الجديد القائم بينه وبين "الجبهة" التي ترأس "القائمة المشتركة" حيث استهدف سلام إبعادها عن الرئاسة. هذا التصريح زاد من تمسك الطيبي بموقفه حتى أنه ذهب إلى أبعد من ذلك بالقول " سنخوض الإنتخابات بقائمة ثانية". وبقي الطيبي مستمراً في تصريحاته التي تصب في اتجاه تشكيل قائمة جديدة.

وقد حدث في الأيام القليلة الماضية تقلبات غيّرت كل المعادلات وكشفت عن وقائع جديدة،خصوصاً بعد لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع علي سلام. وقد يكون هذا اللقاء هو السبب، وقد يكون موقف "القائمة العربية الموحدة" برئاسة د. منصور عباس هو السبب نتيجة تحالفه مع "التجمع" في قائمة واحدة وقد يكون الإثنان هما السبب.
أحمد طيبي، وعلى ما يبدو، أعاد قراءة الخارطة الإنتخابية مرة أخرى ورأى نفسه وحيداً في الساحة وهو على بعد ساعات من انتهاء وقت تسليم القوائم، خصوصا أن علي سلام غير موقفه من الطيبي الذي كان يعتمد عليه كحليف قوي. وبما أن السياسة فن الممكن، فقد فكر الطيبي بطريقة عقلانية ورأى أن بقاءه وحيداً في الساحة الإنتخابية قد يعرضه لفشل. وبذلك لم يكن أمامه سوى خيارين: فإما الإنسحاب كلياً من الإنتخابات، وإما مد اليد إلى الجبهة. وقد اتخذ الطيبي قراراً حكيماً بالتحالف مع الجبهة.

صحيح أن الطيبي غير الموقع لخوض الإنتخابات لكنه لم يغير المبدأ من الالتزام بمصلحة الجماهير العربية في إسرائيل. وبسبب مواقفه الوطنية أقدمت لجنة الإنتخابات المركزية الإسرائيلية عام 2003 على شطب اسم أحمد الطيبي من خوض الانتخابات للدورة السادسة عشرة ، لكنه نجح فيما بعد في إلغاء القرار عن طريق المحكمة. وقد خاضت "الحركة العربية للتغيير" برئاسة الطيبي الانتخابات في تلك الفترة ضمن قائمة تحالفية مع" الجبهة" وحصدت القائمة آنذاك ثلاثة مقاعد منها مقعد للطيبي.
والآن فإن التاريخ يعيد نفسه، وقرار الطيبي بالتحالف مع الجبهة هو قرار حكيم والسياسة فن الممكن.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة