الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 11:01

الدكتور الطيبي السياسي المسؤول !- بقلم رائف عاصلة

رائف عاصلة
نُشر: 10/04/19 21:58,  حُتلن: 08:05

غريب هذا الردح اللغوي من بعض اصحاب الأقلام الصحفية البعيد كل البعد عن واقع الأمور على الأرض في الماضي القريب وفي حاضرها اليوم..قلناها اكثر من مرة ..ونقولها اليوم ...ان العربية للتغيير بقيادتها السياسية الحكيمة صاحبة التجربة السياسية الغنية كانت أكثر الأحزاب حرصا على إعادة تأهيل القائمة المشتركة وقد طرحت ذلك منذ اللحظة الأولى من منطلق التعاطي المسؤول والضروري مع حالة عدم الرضا الشعبي من أداء المشتركة البرلماني والجماهيري ..!

الكل يعلم أن الدكتور احمد طيبي ...دعا منذ اليوم الاول من إعلان موعد الإنتخابات بكل صدق وأمانة ومسؤولية وطنية عالية إلى الجلوس حول طاولة حوار وطني مسؤول بين الأحزاب السياسية الأربعة لإحداث التغيير الذي كان يرجوه أهلنا ..دعا إلى بناء القائمة المشتركة على قاعدة الشراكة السياسية المتكافئة لأن ذلك يقدم مثلا طيبا لشعبنا قادر على إستعادة ثقته بالمشتركة كخيار سياسي وطني جامع .! وقد أيده في ذلك بعض من ينتقده اليوم..

من يتحمل مسؤولية ما حدث بالأمس القريب هو من اصر على أخذ الحوار الحزبي الى لغة المحاصصات البغيضة بعيدا عن حجمه الجماهيري على ارض الواقع ..وهو ما ظهر على حقيقته اليوم ..هذا الطرف الذي رفض لغة التكافىء والمساواة بين الإخوة الشركاء في الهم الوطني اليومي الواحد..هو المطالب قبل غيره بإستخلاص العبر اليوم من سلوكه غير المسؤول والذي ادى الى تراجع نسبة التمثيل العربي في الكنيست .
نتائج الإنتخابات اثبتت من دون أدنى شك صدق الدكتور الطيبي في كل ما حذر منه ودعا إليه..وهو ما نراه بأم أعيننا اليوم (والي ما بيشوف من الغربال .. اعور ) ..هذه النتيجة أكدت وتؤكد أن رفض بعض الأحزاب المتكرر لكل الإقتراحات التي تم طرحها وكذلك رفضها الغريب المستهجن لخشبة النجاة الأخيرة ( اقتراح الدقيقة التسعين ) عند عتبة باب لجنة الإنتخابات المركزية في رواق الكنيست والتي قدمها الدكتور الطيبي لإخوته في التجمع والموحدة والتي تم رفضها هي الاخرى ..هذا الرفض الدال على قصر نظر سياسي عند بعض قيادات حزبية جديدة ..قليلة الخبرة والتجربة هو السبب فيما نراه اليوم من تراجع لنسبة التمثيل العربي في الكنيست.

الذي حدث اليوم يثبت من دون أدنى شك ان القيادات الجديدة قليلة التجربة والتي أصرت رغم شح تجربتها على عدم الإصغاء لمن هو أغنى وأوسع تجربة منها ..هي هي المسؤولة عن هذه النتيجة من التراجع النسبي في التمثيل العربي في الكنيست.

تحالف العربية للتغيير مع الجبهة أثبت نجاعته وأثبت صدق الطيبي في حرصه عليه والدفاع عنه وبذل كل جهد سياسي جماهيري ممكن لتحقيق ما تم انجازه اليوم ..لأنه ببساطة شديدة حيث تكون القيادات السياسية الواعية والمجربة يكون النجاح حليفها. العربية للتغيير تستحق اكثر من مقعدين ولكن تراجع نسبة التصويت منعت ذلك.

على عاتقنا اليوم كشعب واحد يواجه مصيرا واحدا يقع واجب استخلاص العبر واول هذه العبر هو الإصغاء إلى القيادات السياسية المجرّبَة والمُجرَّبة فيما تطلبه أو تحذر منه أمثال الدكتور الطيبي واتخاذ القرار السياسي الضروري في الوقت المناسب حتى لا يتكرر ما حدث لنا على صعيد محلي اليوم، وكذلك اعادة ثقة الجمهور في العمل البرلماني وهذا ممكن.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة