الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 18:02

تفكيك المشتركة كان هدية انجحت نتنياهو واليمين الفاشي – نقطة/ بقلم: أسعد غانم

بروفيسور أسعد غانم
نُشر: 11/04/19 10:57,  حُتلن: 16:02

ب. أسعد غانم:

تفكيك المشتركة ادى لهبوط نسبة التصويت الى 51 بالمائة، وذلك يرجع فقط لتفكيك المشتركة اما الاحاديث عن مقاطعة بسبب السياسات الاسرائيلية فهي ليس لها اي اساس

قبل الانتخابات بأشهر كانت الفكرة الرئيسية التي روج لها المحامي أيمن عودة، رئيس المشتركة تقول بان رفع نسبة التصويت في المجتمع العربي سوف يكون لها اثر مزدوج: تعطي القائمة المشتركة حتى 16 مقعدا، وتؤدي الي رفع نسبة الحسم بحيث تفشل بعض قوائم اليمين من اجتياز نسبة الحسم. وقد نوقشت الفكرة اجمالا في اول اجتماع لرؤساء الاحزاب المشكلة للمشتركة بعد اعلان تقديم موعد الانتخابات. وقد اشركني بعض الشيء في تحليل تساؤله حول الفكرة وامكانية تنفيذها.

رأيي باختصار كان، اننا نستطيع ادخال 18 عضو كنيست عن المشتركة، واقترحت على رؤساء الاحزاب كلها، في احاديث منفصلة فكرة اقامة جهاز تنظيمي مشابه لذلك الذي يعمل في الانتخابات المحلية ونتطلع الى انجاز نسب تحاكي نسب التصويت في الانتخابات المحلية، طبعا لن نستطيع الوصول كما الانتخابات المحلية الى 90% نسبة تصويت، لكننا بالتأكيد نستطيع الوصول الى 80% نسبة تصويت، والمطلوب هو جهاز تنظيمي متماسك ومنظم.

طبعا، كل هذا الان من ورائنا، وتم اجهاض المشتركة وفكرتها، وتم تفكيكها بناء على مصالح فردية وحزبية ضيقة، وعندما دار السجال حول تركيبة المشتركة، كان اجمالا سجالا مخجلا ومهينا لشعبنا. ولهذا كان الجو العام في مجتمعنا واضحا: سوف نعاقب الاحزاب على اخفاقها هذا. وهذا نفس شعبنا الذي صوت بقوة وبنسبة كبيرة للمشتركة في الانتخابات السابقة، وهو الذي اعطى المشتركة 83% من الدعم. الرسالة كانت واضحة للأحزاب وقياداتها، الا انها استمرت في تجاهل الناس وضحت بإرادتهم ومصالحهم لأجل الانجازات الفردية والحزبية الموهومة، لأنه باختصار في السياسة التي ينتخب بها الناس ممثليهم، لا يستطيع من يمثل الناس ان يقوم بتصرفات تحرق الارض من تحته، لكن قياداتنا المتنفذة اعتقدت انها اقوى من الناس وارادتهم.

وقبل ان يعيد علينا البعض احاديث صعود اليمين والفاشية وان الشارع الاسرائيلي ينحو لليمين وانه لا فرق بين اليمين والوسط في اسرائيل، الخ..، وهي مسألة يعرفها كل متابع للشأن الاسرائيلي والفلسطيني، اود ان اوضح مرة اخرى: في اسرائيل توجد ثلاث كتل: يمين، يسار-وسط ، وعرب. وخلال العقدين الاخيرين هنالك توازن واضح في قوة هذه التيارات، بحيث يحصل اليمين، وجزء منه المتدينون اليهود على حوالي نصف قوة الدعم في الانتخابات، وتحصل كتلة اليسار-الوسط الاسرائيلي على حوالي 38-40 بالمائة من الدعم من مجمل المصوتين، والعرب على 10-12 بالمائة من الدعم، والذي يأتي طبعا من المصوتين العرب.
الان، لشرح كيف ادى تفكيك المشتركة عينيا لتقديم هدية لليمين الفاشي ولإنجاح نتنياهو بالانتخابات للكنيست ال-21، وسوف احاول تقديم الفكرة باختصار وبساطة بقدر الممكن:

- قبل تفكيك المشتركة كان العمل جار، بترتيب من قيادة المشتركة، على ترتيب رفع نسب التصويت الى فوق 75 بالمائة وهذا امر ممكن جدا، وكانت الارضية جاهزة تماما على خلفية الانتخابات المحلية التي جرت قبل ستة اشهر، والطاقات مشحوذة وجاهزة للقيام بدور استثنائي
- تفكيك المشتركة ادى لهبوط نسبة التصويت الى 51 بالمائة، وذلك يرجع فقط لتفكيك المشتركة اما الاحاديث عن مقاطعة بسبب السياسات الاسرائيلية فهي ليس لها اي اساس، لان السياسات الاسرائيلية كانت موجودة قبل الانتخابات السابقة، واحداث قانون القومية الذي عارضته المشتركة كان يجب ان يكون عاملا لدعمها اكثر، لا العكس.
- ثلث المصوتين العرب ذهب للأحزاب الصهيونية، بحيث ضاعفت نسبة التصويت لها عند العرب، وهذا بالأساس بسبب تفكيك المشتركة وشكل تعامل قيادات الاحزاب مع الناس وارادتهم.
- فقط 35% من الأصوات العربية حققت فوز الحزبين :الجبهة والعربية للتغيير، والاسلامية والتجمع، بعشرة مقاعد. لو وصلنا الى 75% نسبة تصويت، وقد حصل هذا تاريخيا وهو ممكن جدا بل كان ممكن اكثر من ذلك، لحصلنا على 8 مقاعد إضافية... يعني كان من الممكن ان تحصل المشتركة على 18 مقعدا. لنفترض بانني مخطئ ، وبأسوأ الاحوال ما كانت المشتركة ستنجزه هو 16 مقعدا، وكان هذا بالتأكيد سيمنع نتنياهو من الوصول لأكثرية برلمانية.
- اليوم تبين بان حزب "اليمين الجديد" بقيادة بينيت وشاكيد نجح باجتياز نسبة الحسم، وكان ممكن جدا منع وصولهم لو كانت نسبة التصويت في المجتمع العربي مشابهة للانتخابات السابقة، لا اكثر.
باختصار، نتنياهو كان سيحصل مع كل اليمين على 59 مقعدا او اقل وكان سوف يذهب للمعارضة...
مرة أخرى، قد يكون الائتلاف البديل أسوا، لكن هذا لا يلغي حقيقة بان تفكيك المشتركة ادى لنجاح نتنياهو. نقطه.
هذه الحقائق صادمة وقاسية وتتطلب استخلاص نتائج من قبل قيادات الاحزاب وان لا ترمي بالمسؤولية على الاخرين، تقديم استقالة رؤساء الاحزاب هي اول خطوة لتحمل المسؤولية. وطبعا نقاش هذا الوضع وما وصلنا اليه، هي مهمة الغيورين على شعبنا ومصالحه وهي مهمة المثقفين الحقيقيين. قد نرى ان اعضاء الاحزاب وبعض المتكسبين سوف يهاجمون من يقوموا بالتقييم ومنع مغمغة الامور، وقد نرى بعض "المثقفين" المداهنين والمنافقين يرشدونا الى التريث والتفكير، لكي يساهموا في اسكات الغضب الشعبي... ليبقوا على دورهم في مسح الجوخ والتملق، اما ما هو مطلوب فهو واضح جدا... القيام الان بتغييرات وليس الانتظار لإسقاطنا مرة اخرى في فخ مصالح شخصية لبعض القيادات او في مصالح الاحزاب ومتفرغيهم ومعاشاتهم.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة