الاستيقاظ لفترة أطول، يحفّز الجسم على تناول المزيد من الطعام، لخلق الطاقة التي يحتاجها

الحرمان من النوم يحُدث تغييرات جذريّة في منسوب شراهتنا على الطعام، وفقًا لدراسة حديثة نشرتها مجلّة "سليب" (النوم) الأميركيّة. ووفقًا للباحثة في جامعة شيكاغو ايرين هانلون أنّ قلّة النوم تحفّز على تناول الحلويات، والموالح، والدهون، وأطعمة أخرى غير مفيدة للصحّة.

صورة توضيحية

درست هانلون وفريقها مجموعة صغيرة من الشبّان والشابات في العشرينيات من عمرهم، على مرحلتين، امتدّت كلّ مرحلة على أربعة أيّام. وقاس فريق البحث خلال تلك المدّة ساعات النوم بدقّة، وكميّة الطعام التي تناولها المشاركون.

خلال المرحلة الأولى، نام المشاركون نحو سبع ساعات، وفي المرحلة الثانية أجبروا على النوم لأربع ساعات فقط. وخلال المرحلتين، منحوا الكميّة والنوعيّة ذاتها من الطعام، عند التاسعة صباحاً، والثانية من بعد الظهر، والسابعة مساءً. وفي كلّ مرحلة، أجرى الباحثون فحوص دم للمشاركين، تبيّن خلالها أنّ الحدّ من ساعات النوم، زاد من منسوب المواد الكيميائيّة المسؤولة في أجسادنا عن الشهيّة، والألم. الملفت أنّ تلك المواد تظهر أيضاً عند تعرّض الجسم لتأثير الماريجوانا، وتحفّز الرغبة على تناول الطعام.

وقالت هانولن إنّ المشاركين في الدراسة أكّدوا لها أنّهم شعروا بجوع أكبر، عندما ناموا أقلّ، وعبّروا عن رغبتهم بتناول المزيد من الطعام، بحسب ما نقلت عنها صحيفة "واشنطن بوست". وأفادت الدراسة أنّ المشاركين عندما ناموا لمدّة أربع ساعات فقط، تناولوا ضعف ما كانوا يتناولونه من الدهون، عند النوم لمدّة سبع ساعات.

الاستيقاظ لفترة أطول، يحفّز الجسم على تناول المزيد من الطعام، لخلق الطاقة التي يحتاجها. وبحسب الدراسة، فعند النوم لمدّة أقصر، زاد استهلاك المشاركين في الدراسة للطعام بنحو 300 سعرة حراريّة، معظمها من النشويات والدهون. وقالت هانلون إنّ الدراسة تثبت أنّه يجب النظر بجديّة إلى الحرمان من النوم، كمؤثّر كبير على الجسم، وإن لمدّة أربعة أيّام فقط، لأنّه يؤدّي إلى نتائج سلبيّة كثيرة لا تنحصر بزيادة الوزن.