الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 15:02

صوت فريدمان أم ترامب ؟!/ بقلم: شاكر فريد حسن

شاكر فريد حسن
نُشر: 11/06/19 08:48,  حُتلن: 21:02

شاكر فريد حسن في مقاله:

في الحقيقة أن امريكا بإدارتها السابقة والحالية لم تكن تتجرأ على مثل هذه الممارسات والتصريحات والمواقف ودعمها الجارف المتواصل لدولة الاحتلال

لن يكون سلام ولا أمن ولا استقرار في المنطقة ، إلا بزوال الاحتلال وآثاره ، وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة مطلقة، وضمان حق عودة اللاجئين بموجب قرارات الشرعية الدولية، وعودة مرتفعات الجولان إلى السيادة السورية

شعبنا الفلسطيني وقيادته وفصائله الوطنية المحتلة، مطالبون جميعًا بالوقوف بوجه هذه التصريحات الخائبة، وضد كل السياسة الامريكية، ورفض "صفقة القرن"

أثارت تصريحات سفير الولايات المتحدة لدى دولة الاحتلال ديفيد فريدمان، حول حق اسرائيل ضم أجزاء من أراضي الضفة الغربية ، غضب الشارع الفلسطيني والقيادات الفلسطينية ، ولقيت ردود فعل مستنكرة ومنددة وإدانات واسعة.

وفي الواقع أن هذه التصريحات البائسة ما هي إلا تعبير وتجسيد لموقف الادارة الامريكية برئاسة ترامب، الداعم للمؤسسة الصهيونية الحاكمة في اسرائيل، ولرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي أعلن عشية الانتخابية الأخيرة للكنيست، عن ضم أراضي فلسطينية لإسرائيل .

تصريحات فريدمان خارجة عن الشرعية الدولية، وتعكس حقيقة السياسة الامريكية في الشرق الاوسط، وحجم فضيحة هذه الدولة العظمى، التي ترهن سياستها الخارجية بأيدي غلاة العنصريين والفاشيين والمتطرفين، وتتماهى مع السياسات الاسرائيلية، وتعبّر عن حجم الارتهان الامريكي للغطرسة وشهوة التوسع الاستيطاني الكوليونالي في المناطق الفلسطينية المحتلة والقدس الشرقية.

وهي امتداد لسياسات الادارة الأمريكية المنحازة بشكل كامل للاحتلال وسياساته الاستعمارية التوسعية، ولمشاريعه الرامية لفرض الوقائع والحقائق على الأرض وكسب الوقت وتكريس الاحتلال. وتأتي عقب نقل سفارة أمريكا للقدس، واعتبار مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، واعترافه بالسيادة الاسرائيلية الكاملة على هضبة الجولان السورية المحتلة.

وفي الحقيقة أن امريكا بإدارتها السابقة والحالية لم تكن تتجرأ على مثل هذه الممارسات والتصريحات والمواقف ودعمها الجارف المتواصل لدولة الاحتلال، لولا تواطؤ وخنوع أنظمة الذل والعهر العربي، التي خيبت آمال شعوبها، وتسعى الآن من خلال "ورشة البحرين" على تنفيذ وتطبيق "صفقة القرن" الترامبية، الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، وحرمان شعبنا الفلسطيني من حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها حق العودة، وتقرير المصير، واقامة دولته الوطنية المستقلة فوق ترابه الوطني في حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

لن يكون سلام ولا أمن ولا استقرار في المنطقة ، إلا بزوال الاحتلال وآثاره ، وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة مطلقة، وضمان حق عودة اللاجئين بموجب قرارات الشرعية الدولية، وعودة مرتفعات الجولان إلى السيادة السورية.

إن شعبنا الفلسطيني وقيادته وفصائله الوطنية المحتلة، مطالبون جميعًا بالوقوف بوجه هذه التصريحات الخائبة، وضد كل السياسة الامريكية، ورفض "صفقة القرن"، وهذا يستدعي ردًا قويًا بإنهاء حالة الانقسام المدمرة على الساحة الفلسطينية، والنهوض كالحصان الجامح تصديًا لهذه الصفقة، التي ستلد ميتة إذا ما تحققت الوحدة الوطنية الفلسطينية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة