الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 00:01

رسالة للسلطة الفلسطينية: حلّوا عنا ولا تتدخلوا فينا/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 13/06/19 10:39,  حُتلن: 18:57

يبدو أن السلطة الفلسطينية لم تتعلم من أخطائها في التدخل في الشأن العام لفلسطينيي الـ 48، ولا تزال تعمل على فرض رأيها وتنفيذ مآربها قي فضايا خاصة بمواطني الداخل الفلسطيني. وكأن عباس يعتبر نفسه ( لا سمح الله) رئيساً على فلسطينيي الداخل. وقد ظهر هذا التدخل قي موضوع انتخاب رئيس لجنة المتابعة، حيث عمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على بذل كل جهوده من أجل إيصال النائب السابق محمد بركة (الجبهة) إلى كرسي رئاسة لجنة المتابعة. وما دام الشيء بالشي يذكر، يجب الإعتراف بأن العيب فينا، لأن بعض الشخصيات السياسية عندنا يهرولون دائماً إلى رام الله لمصالح شخصية انتفاعية مما يشجع عباس على التدل في شؤوننا.
قد يتساءل البعض لماذا التركيز على بركة؟ والجواب واضح مثل عين الشمس: بركة الإبن المدلل لمحمود عباس، وكل شيء يتعلق بقضايا الداخل الفلسطيني كان يراجع بشأنه بركة، فكلمته مسموعة، وهذا ما أكدته لي شخصية سياسية فلسطينية قيادية من رام الله أعتذر عن ذكر إسمها لأكثر من سبب. ولذلك عندما خسر بركة مواقعه السياسية في الكنيست والجبهة، أراد أبو مازن أن يقدم خدمة له ودعمه في انتخابات رئاسة لجنة المتابعة، وهذا بالفعل ما حصل.

وبقدرة قادر، تم انتخاب بركة لهذا المنصب. وفي حقيقة الأمر لا يعرف المواطن كيف حصل ذلك، والذي يعرف، فقط هم بعض قادة رام الله وبعض الأسماء المعروفة سياسياً في الداخل الفلسطيني، وعدد قليل جداً من أشخاص آخرين، بمعنى أن اللعبة ظلت في دائرة معينة. وبما أن التاريخ يعيد نفسه، نشهد هذه المرة تدخلاً جديداً من قيادة رام الله في الأمور المتعلقة بفلسطينيي ألـ 48 لدرجة أن أعضاء كنيست عرب أعربوا عن استياءهم من هذا الوضع.
حتى انتخابات الكنيست الأخيرة شهدت تدخلاً (عباسيا) لصالح الجبهة، وقبل ذلك تدخلت رام لله (عينك عينك) في انتخابات بلدية الناصرة حيث قام عباس وبتكليف من جهة سياسية في الداخل الفلسطيني، حسب مصدر موثوق يه أكدها لي عضو كنيست عربي، باستدعاء رئيس بلدية الناصرة علي سلام في محاولة منه لفرض توجبهات انتخابية تخدم جهة سياسية معينة.

صحيفة "هآرتس" المعروفة باتزانها ودقة معلوماتها، ذكرت في عددها الصادر في الحادي عشر من الشهر الحالي، ان السلطة الفلسطينية تعمل على إقامة حزب يهودي عربي مشترك لخوض انتخابات الكنيست المقبلة. وأوضحت الصحيفة "ان هذه الجهود تنصب على محورين: اما تشكيل قائمة يهودية عربية او تعزيز مكانة حزب ميرتس" وكان بعض كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، وحسب هارتس، قد أجروا اتصالات مع نشطاء سياسيين في المجتمع العربي لفحص هذه الامكانية وأن لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي برئاسة محمد المدني هي صاحبة المبادرة الى إقامة حزب يهودي عربي مشترك لخوض انتخابات الكنيست المقبلة. وحسب "هآرتس" فإن ناشطاً سياسيا عربيا شارك في هذه الاتصالات، أكد إن الانطباع السائد لديه هو ان رام الله ترغب في تقوية حزب ميرتس اكثر من الأحزاب العربية.

الناشط السياسي وضع الإصبع على الجرح، لأن محمد المدني يرى أنه من الأفضل تقوية التعاون العربي اليهودي في حزب واحد بدلاً من دعم الأحزاب العربية، حتى أنه يفضل دعم حركات يسارية يهودية مثل حركة "ميريتس". وبما أن المدني يجهل بالفعل حقيقة حركة مبريتس لا بد لي من تذكيره بمواقف هذه الحركة تجاه الفلسطينيين،
يقول المعلق السياسي اليهودي المعرف جدعون ليفي في صحيفة ":هأرتس": "تباهت رئيسة حزب ميرتس، عضو الكنيست تمار زندبرغ، بأن حزبها هو "الحزب الصهيوني في إسرائيل"، واعتبرت، في ردها على أسئلة متصفحي موقع "هآرتس" الإلكتروني، مطلع العام الحالي، أنه "عندما تفتح البرنامج السياسي لميرتس، ستقرأ رؤية الآباء المؤسسين للصهيونية"، لكنها تجاهلت رؤية هؤلاء "الآباء المؤسسين" بإقامة كيان على أنقاض شعب فلسطين وارتكاب المجازر بحقه واستمرار نكبته".

وأضاف ليفي:" ليست زندبرغ وحدها التي تحاول الخداع وتجميل صورة ووجه الصهيونية، التي تسعى إلى خداع العالم، والفلسطينيين خصوصا، ومحاولة تنصيب حكام على شعوب المنطقة، والادعاء بأن هؤلاء (معتدلين)، ولسنا نعرف عما إذا كان المدني الذي هو جزء من النظام الفلسطيني الحاكم كونه عضو لجنة مركزية في حركة فتح، لا يعرف حقيقة حركة ميرتس، وهذه مصيبة، أو أنه يعرف ذلك وينفذ أوامر رئيسه بهدف الضغط على الأحزاب العربية التي لم يرق لها هذا التصرف من المدني، وسارعت في نقل رسالة للسلطة الفلسطينية، مفادها أن الأحزاب العربية غير راضية عما يفعله المدني (باستثناء المنتفعين)، وأن ذلك قد ينعكس سلبا على مكانة هذه الأحزاب. واعلموا يا سادة رام الله، بأن فلسطينيي الداخل يقولون لكم بصراحة: "حلّوا عنا واتركونا بحالنا".

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

 

مقالات متعلقة