الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 10:02

عودوا إلى رشدكم قبل فوات الأوان/ بقلم:الإعلامي أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 24/06/19 10:50,  حُتلن: 13:19

الإعلامي أحمد حازم في مقاله: 

حل الكنيست وإعادة الاإنتخابات، أجبر هؤلاء على تغيير مسارهم السياسي، لذلك رأوا نفسهم في أمس الحاجة للجلوس مع بعض والتفاهم على "تقسيم الكعكة"

رفض الأحزاب الأربعة المذكورة مشاركة الأحزاب الأخرى له تفسير واحد فقط: الحصول على مقاعد أكثر لهم في الكنيست والتظاهر بأنهم هم الذين يمثلون الجماهير العربية. يعني قمة الأنانية

يبدو أن قادة الأحزاب الأربعة (الجبهة،التجمع، العربية للتغيير والحركة الإسلامية الجنوبية) والذين كان بعضهم ألد الخصوم في الأمس، أصبحوا اليوم في (صف واحد!؟) ليس من أجل مصلحة الشعب، بل من أجل الإحتفاظ بمقاعدهم في الكنيست. والدليل على ذلك أن هؤلاء القادة بشكل عام ولا أستثني أحداً منهم، لو كانت مصلحة الشعب تهمهم لما خاضوا الإنتخابات الماضية في قائمتين منفصلتين.

إن حل الكنيست وإعادة الاإنتخابات، أجبر هؤلاء على تغيير مسارهم السياسي، لذلك رأوا نفسهم في أمس الحاجة للجلوس مع بعض والتفاهم على "تقسيم الكعكة". تماما كما حصل في العام 2015 عندما أعلن نتنياهو عن رفع نسبة الحسم فأحس هؤلاء بالخطر، فهرولوا نحو بعضهم البعض وتحدثوا بلغة "الوحدة" فيما بينهم وكذبوا على الجماهير العربية حيث ادعوا بأن هذه الخطوة هي إرادة شعب.
والآن فإن التاريخ يعيد نفسه. قادة الأحزاب الأربعة اجتمعوا مع بعض، وقرروا ونسقوا ورتبوا (التركيبة) من ناحية مبدئية، وكل شيء تم اتخاذه ظل قيد الكتمان بينهم،
ولو كان عند قادة الأحزاب الأربعة حسن نية تجاه الآخرين من الشخصيات السياسية والأكاديمية والأحزاب الأخرى، لعقدوا معهم اجتماعاً تشاورياً حول العمل المشترك. لكن هؤلاء فادة الأحزاب الأربعة وانطلاقاً من الأنانية، اتفقوا على أن يكونوا هم وحدهم في قائمة مشتركة، لكي لا يشاركهم أحد في "كراسي" الكنيست.

إن حل الكنيست وإعادة الإنتخابات هي فرصة وحيدة الآن لتجميع كافة الأحزاب في قائمة شاملة موسعة تمثل كافة شرائح المجتمع العربي. وبالتأكيد ستلاقي هذه القائمة دعماً جماهيرياً. لكن ما يجري هو العكس تماماً. فقادة الأحزاب الأربعة، يريدون "التفرد" في قائمة مشتركة حسب مزاجهم وتشكيلها كما يشاؤون أو كما يتفقون، متجاهلين بذلك الأحزاب لأخرى.
منصور عباس رئيس "تحالف العربية الموحدة والتجمع" قالها وبدون خجل أو حياء في تصريحات صحفية: ان الأحزاب العربية الأربعة التي فازت في الإنتخابات الأخيرة اتفقت فيما بينها على خوض الانتخابات في قائمة مشتركة واحدة. ولم يشر لا من قريب أو بعيد إلى الأحزاب والقوى الأخرى في المجتمع العربي، وكأنهم هم وحدهم فقط في الساحة السياسية. وإذا كان عباس مهتماً بالفعل في قائمة مشتركة، فلماذا لم يتفق مع الجبهة والعربية للتغيير في الإنتخابات الماضية ويشكلوا قائمة واحدة؟ لكن عندما شعروا كلهم بأن عقاب الشعب أقسى مما كانوا يتصورون، إضطروا مرغمين للإتفاق على نشكيل قائمة وتقسيم المقاعد فيما بينهم.

إسمعوا ما قاله منصور عباس في تصريحات صحفية: " في اعتقادي تقسيم المقاعد يجب أن يحل في أسرع وقت ممكن في لجنة الوفاق وهي تعمل على هذا الأمر"، أليس هذا استهتاراً بعقلية الناخب والقوى الأخرى في المجتمع العربي؟ حتى أنهم يريدون مجدداً أن تتدخل ما يسمى بـ "لجنة الوفاق" في نقسيم الحصص، علماً بأن الدكنور أحمد الطيبي كان دوماً ضد تدخل هذه اللجنة، ولكن إذا ما وافق على دورها في توزيع المحاصصة فلا بد أن يكون لهذه الموافقة ثمن(؟). على كل حال نأمل من الطيبي أن لا يقع في هذا الخطأ كي لا يفقد مصداقيته في الشارع.
إن رفض الأحزاب الأربعة المذكورة مشاركة الأحزاب الأخرى له تفسير واحد فقط: الحصول على مقاعد أكثر لهم في الكنيست والتظاهر بأنهم هم الذين يمثلون الجماهير العربية. يعني قمة الأنانية. شعبنا لم يعد تنطلي عليه هذه المناورات، لأن الجماهير العربية التي عاقبت هذه الأحزاب في الإنتخابات الماضية، لن تتوانى لحظة في معاقبتها مجدداً، وهذه المرة ستكون الضربة أقسى وأقوى.
ورداً على نوايا قادة الأحزاب الأربعة، سيتم تشكيل قائمة شاملة لها وزنها في الشارع العربي لمنافسة "مشتركة الأحزاب الأربعة"، بمعنى أن هذه القائمة الجديدة، وحسب مصادر منها ستخوض الإنتخابات مع أحزاب تجاهلها قادة الأحزاب الأربعة. والتوقعات تقول ان هذه القائمة الجديدة سيلتف حولها عشرات الآلاف من المواطنين. ولذلك على قادة الأحزاب الأربعة العودة إلى رشدهم وإيجاد صيغة مشتركة منصفة مع الآخرين قبل فوات الأوان، لأن دخول "المشتركة الجديدة""إلى انتخابات الكنيست سيزيد حتماً من نسبة تصويت العرب، ولقد أعذر من أنذر.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة