الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 22:01

وجهك في الغربة/ بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 25/06/19 11:04

  وجهك في الغربة
أين من عينِي سماءٌ
كنتِ فيها قمرا
حجب السورُ فضائي
أين أمشي كي أرى..
كيف لا تلقاكِ عيني
وأنا أعرفُ أنك كنتِ
عيونَ السماءِ
وما زلتِ وضوحَ الذُرى
إنها الغربةُ لا تعرف أني
كلما شاهدتُ وجهاً ..
غير وجهكِ ..
صرتُ في النورِ ضريراً -
أينما وليتُ وجهي لا أرى
هذه الغربةُ لا تعرفُ
أني.. دون وجهك..
لا أرى نورَ الصباحِ
ولا وهجَ القَرا
وهي قد تجهل أني ..
دون وجهكِ ..
لا الهدهدُ طارَ
ولا النهرُ جرى
إنه البعدُ عن وجهكِ..
مذ صرتُ شريداً
لا تراه العينُ
والقلبُ يرى ..
إنه القلبُ
لوجهكِ ظلَّ خفوقاً
لأنك فيهِ ..
وأنت أزهارُ الربيعِ
وخيرُ الورى ..
فقمحُك قمحي
وملحُك جرحي
نبتنا تباعاً
بذات الثرى ..
إنه القلبُ
سيبقى لك بيتاً..
حديقةَ دارٍ..
وسوراً عتيقاً..
وحُلماً جميلاً
كشاطئ يافا..
سيبقى لك ظلَّ خروبةٍ
في الجبالِ
وظلَّ مئذنةٍ
في المدائنِ والقُرى
إنه القلبُ
سيبقى قوياً عنيداً..
قريباً بعيداً ..
يهيمُ في رحلةِ البحثِ
عن ذاتهِ
يميلُ قليلاً
ثم يعود إذا انكسرا
تهب الرياحُ العاتيات
فينحنى حتى تمرُّ
ولا يعرف القهقرى..
ستعود إليَّ سمائي
ذات يومٍ..
سيصبحُ كل فضائي
ثغرَ صبحٍ باسمٍ
أو مساءً مقمرا ..
آه لو يعرف كل طغاة البلادِ
بأنك درةُ عمرٍ
لا تُباعُ
ولا تُشترى.

 نيويورك

 

  موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com    

مقالات متعلقة