الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 07:02

قبلتم الكنيست عَلى انفسكم فأخرجوا من مقاعد الاحتياط/ بقلم: مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 29/06/19 15:38,  حُتلن: 19:40

مهند صرصور في مقاله:

الائتلاف مع حزب سياسي اسرائيلي لا يعني الخضوع ولا القنوع ولا الموافقة على كل سياسات الحزب المُشترك او الحكومة او الدولة

العربي لم يصل لوعيه الرمادي بعد في تعامله السياسي، وما زال يرضخ تحت المتفارقات من ابيض واسود 

من نفس المنطلق والمنطق الذي أيَّده معظمنا وأدْخَلَنا لخوض مغمار الكنيست من ترشح ومشاركة وتاييد ومعارضة ، هو نفسه الذي يجب ان يوصلنا لقبول الائتلاف مع حزب اسرائيلي وعدم العزوف عنه وكأنها خيانه عظمى، فنحن بمجرد دخولنا للكنيست اصبحنا جزء من اللعبة السياسة الاسرائيلية سواء رضينا فهذا العنوان ام لم نرضاه ، سواء تغاضينا عنه وحاولنا ستر انفسنا تحت غطاء الضرورة وتحصيل الحقوق وردع الاضرار ، فهو واقع وافق عليه معظمنا ، وما تجزء عن المعظم لم ينقطع عن المشهد بالكلية بل يلعب لعبة مزدوجة ، فيقبل ما يشاء ويدعي عدم المشاركة متى ارتضت مصالحه ذلك .

فالائتلاف مع حزب سياسي اسرائيلي لا يعني الخضوع ولا القنوع ولا الموافقة على كل سياسات الحزب المُشترك او الحكومة او الدولة، بل الاتفاق على المشترك وحرية التحرك عند الاختلاف من اجل تمكين كل حزب من التوصل الى اجندته المعلنة والخفية منها سواء ، دون التنازل عن مبادئنا الدينية والقومية والوطنية ، وهو الموجود ايضا بين الائتلافات اليسارية واليمينية نفسها ، فهم ليسوا على قلب رجل واحد في كثير من الاحيان وقد تصل بهم إختلافاتهم لحل حكوماتهم الائتلافية،وما نحن بحاضره خير شاهد على ذلك ، ولا حتى موجود بين اعضاء المشتركة - العربية - نفسها وكلنا اعلم بالفوارق العميقة منها المنهجية ومنها التاريخية بين مركباتها .

ولكن العربي لم يصل لوعيه الرمادي بعد في تعامله السياسي، وما زال يرضخ تحت المتفارقات من ابيض واسود ، ويتخلله الكثير من التناقضات بين القول السياسي من فعله ومطلبه ، وأرجع مجمل اخفاقه على قادة سياستنا الداخلية من اعضاء كنيست ولجان وفاعلين ، فما زالت تنقصهم الجرأة على قول وفعل ما يجب ان يكون ، فعندما سُئل اكثرهم، بلماذا لا تشاركون في الائتلاف الحكومي ، قال لان ذلك يعني موافقتنا ومشاركتنا في مواقفها الكلية !!

قول يتكرر مرارا وفي كل مرة تصلني نفس مشاعر عضو الكنيست من تردد وعدم رضى وانعدام ايمانه بالاجابة ، وانما هي كلمات ظن انها سترضي مسامع ناخبيه ، متناسي انه عضو فاعل مشارك بالكنيست الاسرائيلي وواحد من ال ١٢٠ عضو مُشكلي نفس الحكومة ، متناسي ان القوانين القليلة التي مرروها في الكنيست كانت بمشاركة وتاييد اعضاء لاحزاب اخرى يهودية ، وفي المقابل هم ايضا يصوتوا لصالح اقتراحات افرزتها الاحزاب اليهودية كتبادل للتصويت .

دخلتم في الكنيست من اجل التاثير ، اوليس الائتلاف مع القوي فيها هو خير مكان للتاثير ، الم تُبنى المستوطنات بقرار سياسي وبالتالي تقليصها ياتي من نفس المكان وبنفس الفعل ( لا اقول ايقافها البته لعدم واقعية المطلب حاليا ) ، الم توزع الميزانيات والعطاءات بقرار سياسي وبالتالي جذبها الينا يلزمه ائتلاف واتفاق ، الم يحن الوقت للتعلم من الاحزاب الدينية التي ابعد ما تكون عن مبادئ ائتلافها ، ولكنها فهمت ضرورة ذلك من اجل استمرارية مشروعها الديني والذي كاد ان يندثر في وقت من الاوقات ، الم نتعلم بعد من مسيرة سموتريش امرا ، حيث تحول من هائم للجبال الى عضو في اعلى لجنة وهي: חבר בקבינט המדיני-ביטחוני .

- قبلتم على انفسكم المشاركة في الكنيست فلا تجلسوا في معاقد الاحتياط .

- شاركوا دون التنازل عن مبادئنا الدينية والقومية والوطنية .

- رضيتم ام ابيتم انتم اعضاء فيها فتلاقوا معهم عند مصالحنا .

- كونوا شجعانا ، شاركوا واثروا ، شاركوا وحَصِّلوا. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة