الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 07:01

حينما لا تخمد النار مبكرا.. تصطبغ بلون آخر وتفتح ابواب الفتنة/ بقلم: وديع عواودة

وديع عواودة
نُشر: 15/08/19 10:06,  حُتلن: 15:31

رافقت أمس رئيس مجلس عيلبون سمير ابو زيد والدكتور منصور عباس والدكتور ثابت أبو راس والشيخ ابو كريم فواز والدكتور فواز فواز لعدة ساعات بعد زيارة معايدة للبلدة الوادعة المميزة بطيبة واخلاق اهلها ممن تقاسموا الدمعة والرغيف يوم داهمتهم قوات القتل والترهيب والترحيل في نكبة 1948.

كنت هناك في مهمة اجتماعية، لكنني قررت مرافقة المجموعة اعلاه: زيارة للمجلس المحلي ولطرفي الخلاف المؤسف في اول أيام العيد وانتهى باعتداء على بعض المنازل بالحجارة.

الصورة عن بعد والرائجة في الفيسبوك مضخمة وتعكس فتنة طائفية. في الواقع الحقيقة مختلفة: خلاف قديم بين جيران لم تتم تسويته فبقي الجمر يتحرك تحت الرماد ليشتعل مجددا ويصل لاعتداء خطير على حرمة البيوت بمشاركة مجموعة غير قليلة من الشباب معظمهم اندفع وانقاد وراء ثلة زغران ممن يحلون كل مشكلة بالعنف.

الاعتداء على البيوت للأسف يعكس حالة العنف المستشري في البلدات العربية ويطال حتى الاقارب والجيران وابناء العائلة الواحدة والطائفة الواحدة.
لجنة الإصلاح المحلية وبمساندة بعض اهل الخير من خارج عيلبون بدؤوا يتحركون لتسوية تبعات الاعتداء وحل الخلاف وهو ليس خلافا بين ملائكة وشياطين وباعتراف طرفي الخلاف انفسهم... والأمل ان توفق سريعا مساعي الإصلاح بموازاة المسار القضائي..

من يستمع للروايتين المختلفتين حول الاعتداء البشع على بعض البيوت يتاكد مجددا مما يلي:
1. منتديات التواصل الاجتماعي تتحول بالأزمات في أحيان كثيرة إلى منتديات التراشق الاجتماعي.
2. حينما تكون المناعة الاجتماعية قوية يتم امتصاص الحوادث بنجاعة اكبر. ما جرى في الرملة والعرامشة والطيبة وووووو يشير لحيوية منح الجبهة الداخلية مكانة الصدارة في سلم اولوياتنا.
3. التدخل المبكر من قبل الجيران والأصدقاء واهل الخير يساهم في صرف المشكلة وهي صغيرة وقبل اشتعال النار، لا سيما ان الشرطة لا تفي بواجبها بحماية النظام والامن العامين..وسلطات تطبيق القانون لا تردع. النار تبدا صغيرة وتكبر وتزيد خطورة ومن شأنها ان تأخذ ألوانا حمائلية وجهوية او طائفية خاصة ان هناك جهات غريبة تعبث وتوقد النار وتمدها بحطب التحريض والله اعلم خدمة لأي اغراض ومآرب.
4. مفاعيل العنف والجريمة مدمرة وتهدد كل المجتمع خلسة وبالعمق ودون ان ترى مظاهرها فورا...لانها ترسب بالوعي وتفتك بالمخزون المعنوي وراس المال الاجتماعي.
5. وهكذا جهد اهل الخير ورجال الإصلاح فهو كما يتأكد مجددا بالمعاينة المباشرة غير مرئي وليس محسوسا وهو مكلف من الناحية النفسية ومن ناحية بذل الوقت..خاصة في فترات حساسة كعطلة العيد تاركا ذويه في فترة احتفالهم بالعيد لاخماد النار او محاصرتها.
طوبى لمن يسعى ولو بكلمة طيبة لمنع ما لا تحمد عواقبه. عمل اهل الخير ليس بديلا عن تطبيق القانون لكن في حالتنا الاحتكام للقانون فقط لا يكفي وهو عمل مضن لكنه مفيد جدا وستخف الاعباء لو ساهم كل من يستطيع المساهمة في تسوية خلافات اهلية مبكرا. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة