الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 11:01

دمعُ الجزيرِة سالْ على تغريبةِ بَني هلالْ-د. منير موسى

د.منير موسى
نُشر: 21/08/19 23:54,  حُتلن: 23:55

دمعُ الجزيرِة سالْ
على تغريبةِ بَني هلالْ
{ملحمة شعريّة}(الدّيوان الرّابع)
د. منير موسى

(1)
جذور سنديانتكم هلال بنُ عامر
بنِ بكر بنِ مضرَ بنِ عدنان،
عظمى القبائلِ.
وقيس عيلان اليمانيّة، وبنو سُليم،
أسياد البوادي والفضائل.

ومرتعهم واسطة العقد نجد،
حدود واحات السّروات، الحجاز،
الدّهناء، مهد كِندة، طسْم
وجَديس قزحيّة الشّمائل.

تضاحِك نجدًا اليَمامةُ،
وجِير جبل طُويق الأصفر، نُساح،
وماوان بين سدير والوشم،
وِديانها معطّرة برائحة
بساتين البرتقالِ.

يناغيها جبل حضن الغامق الزّرقة؛
أمام ناظريه ،جنوبا،
كثبان الرّمال والشّجيرات شاخصة،
تصغي لصفير أحجالِ.

وعاليةُ نجد أراضي المراعي،
الصَّمّان ودَبدبة،
حرب على الواحات،
طابع بدويّ، وادي الدّواسر
يغازل هياثم الرُّبع الخالي

بطون هلال في جبل غزوان؛
طائفين صيفًا وشتاء
عابرين أطراف الشّام والعراق
ظاعنين متليِّحين لمائها السَّلسالِ.
وسُليم أهل نور المدينة - يثرب،
غادروا الحَرّة في نَجد
دامعين، توطّنوا الكوفة،
رنَت نواظرهم لرَذاذ الغرب
وطَلّه على وقع خفوف الجِمالِ.

هجرة هلاليّة، قيسيّة،عدنانيّة،
مُضريّة، قحطانيّة،
سقتها الهاجرة التياحا وطموحا؛
فيمّمت شطر النّيل على ضوء
هالة الهلالِ.

طبعت كياناتها في النّزوح
والِانتجاع؛ فتكيّفت معها في السُّرى
قاطعة السّباسب بالإيغال.

قست الأجواء على السّارحين
والسّارحات روح القوم مترحّلين،
علّمتهم الفيافي على عوجاءَ مِرقالِ.

ساحت العُربان في رحيب الفضاء
مشرقًا ومغربا غير مودّعين
المهد التَّليد ناسين رياح الصَّبا،
البحر والخليج، حين تكسّرت
المَشرَفيّات على العَوالي.

فانساحوا بين رُحاق
السَّديم ناصبين الرّايات
على ضفاف الكنج
وعجيج المحيط غير آبهين للمُحالِ.

والجازية الهلاليّة شوّارة
مشهورة، رويّة، حكيمة،
حليلة صاحب مكة الهاشميّ،
دليلة الِاستمهالِ.

ودّعت الأليف، وقست
على محمّد مهجتها
جيّاشة العواطف للقبيلة،
وكان اخضرار تونس
نصب عينيها، جفاها الرّغَد بصبر،
سُلوان واحتمالِ.

قريناتها، واصفة كريمة
الهُمام دياب بن غانم،
شيحة وأمّها خضرة والدة البطل
الهوازنيّ أبي زيد الهلالي.
*
(2)
ودّعت قبائل الهلاليّين
جنّة خضراء، أصاب الهالوك
واحات الفيافي،
وغادرت أشجارَ الأكاشا،
الهواء الطّلق وشِعاب لمرجان
في اليَمَن السّعيد بلاد الأساطير
والخيالِ.

مرّ السُّليميّون والهلاليّون بالجزيرة
ملوّحين لرياح الصَّبا
من خليج عُمان وبحر العرب،

تلاطفهم نسائم البحر الأحمر
باسمين لوهَج السَّباسب الشَّمالي.

بَدْوٌ ظاعنون،
صنمهم ذو الخَلْصَة،
خَثْعَم وبُجَيلة،
لكنّ مسجد بني هلال
في بِوادي الكوفة احتواهم،
فهلّلوا، وكبّروا للواهب
الرّحيم العالي.

بسطتِ الرّمالَ فِراشًا
بطونُ القبائل؛ تعاني شظف العيش
بعد الرّغَد،
فرنَوْا إلى زرقة البحر المتوسّط
دامعين،
ورماح العبّاسيّين لا تطالهم،
ولا الفاطميّين،
وقرّبهم بأسهم من كلّ ظالم
مِيغالِ.

قاسَوُا الْأمرّين
من غياب الكلإِ والماء،
وناصروا القرامطة
أوّل الثّائرين الاِشتراكيّين
في العالم الرّحيب ملوّحين
بالصِّقالِ.

بنَوْا قرية المساعيد
في الصّعيد نُجوع أبي هلالي.

وطِئَ رُغامَ السّودان
أعرابُ جُذام، وكان بنو العمومة
من ربيعة السّبّاقين إلى النُّوبة.
سبَحوا في النّيل الأبيض،
روَوْا غليلهم،
وارتاح ببُرقة تونس فروع ذباب،
ناصرة والشّريد،
ولم تعرف راحة ،
وخلصت تلك النّواحي
للسّكينة غِبَّ الِاقتتالِ.

زاغت في غَيّها نزاعات
العشائر؛وعطّرت شتّى
ألوان زُهور صحراء الجزيرة
المغربَ العربيّ؛ وتوزّع الهلاليّون
في الأصقاع بموطن أزيلال وملال،
لا همّهم مُحابّ ولا قالي.

ناموا إلى بزوغ النّهار،
وامتطوُا الْجِياد الأعوجيّات
والدّواسرا،
تطاحنوا مع الزَّناتيّ
حاكم تونس،
وفاضت الأشعار
ونجائع الفرسان، فجاع القوم،
وطيّبوا خواطرهم،
وغادروا الأطلالا
رازحين تحت الطموح
والأثقالِ.
*
(3)
راح المودّعون للأطلال،
مع هتون الدّموع،
وزادت حرقة فؤاد أبي زيد،
وقال: سكائب دمعي
تعتّب على الخدّين على
الآيب والمِرحالِ.

افهم، يا أمير أبو علي،
نَرود الدّروبا، نجوب القفارا
ميمّمين شطر المغارب
وإخوانيَ مرعي،
يحيى ويونس، لأجلهم تشجى الوهاد،
وينذرف عَبَراتٍ زيتُ زيتون التّلالِ.

وكيف أطيق جفاء عليا،
يا عربان، صبرا وريّا،
ذوات الضّفائر
أولئك الغوالي؟

صوّب مِجنّك، بو علي،
إذا الفرسان صالوا على الأقوام،
وجُد بعزمك، واحمِ الذِمارا،
عاضبًا ناب كلّ رِئبالِ.

هو ربّي حامي حمى القَطين
والصّابرين خُمْص البطون،
آثروا صيد الضّواري،
وما حيلة المحتاج
إلّا الشّجاعة محتويًا للعيالِ.

وبكى الأمير أبو علي الهلالي،
وقال: ما بال دمعي
على الوجنتين يسحّ،
يجري، وحزن جَناني
متوهّج لفراق أحبابي،
فكيف أفرّط بكلّ حِبّ ومِدلالِ؟

أخنَى علينا الزّمان،
وزادت حوائجنا،
ويا مقلتي، هل أراهم
من بعد النّوى،
ويختفي اللّأْي، يا دهر،
أجارئٌ أنت
سلبي راحة البالِ؟

صِراطكم الجِدّ،
محاذرين في كلّ قُطر صِقع
ومدينة
لغة الحكماء دأبكم،
احترسوا، واحرسوا من الأغراب،
ومن لدغة الأصلالِ.

رفقتي، صحبتي،
اسمعوا منّي هذي النّواغي،
وقوْلي صائب وصواب،
علّمتني الدّواهي حكمة من الأيّام،
وصيّر الهجران قلبي عليلا،
فالنّوى والجوى يزيدان بَلبالي.

وذرّفت حلقة القوم وجمْع النّدِيّ
بعد شِعر حسين الأمير،
ونافلة أخت ذياب الأمير ناحبةً،
توصي أبا زيد على مرعي،
ربّته بدمعها المِسيالِ.
*
(4)
تقول فتاة الحيّ نافلة:
أبكي على النّوى
وعلى ما جرى في نجد
من الأمحالِ
مرعي في أكنافك أبا زيدٍ؛
حوّط عليه
في جناحيك؛
فمن نجد إلى تونسَ
معارج شوك القتاد؛
فاحْمِه من الغدر والوَبالِ.

ودّع الأمراءُ في نجد
ذلك الرّبع ذارفين، وعادوا.
وسار أبو زيد في البراريّ،
فصار ليله نهارا،
ومَزيد بن مانع يسجّل
الوقائع والأشعارا،
يسمعها السّادات،
ذكرى على طول الزّمان.
فالنّساء، البنات والأمراء
يدعون لربّ السّماء،
للسّاعين لغاية الأرَب
غير آبهين بالمحالِ.

وجدّ أبو زيد في المسير،
جائبا واحات وخيرات الأراضي،
ضائفا عظيم الشّأن
صاحب الفرسان الدَّبيس
بن مزيد مسلّما، وقال:
طويل العمر رفيع المقام
المشكور الفضل الممدوح السّجايا
الجواد الكريم أبو العطايا
مضيف الغريب،
لا تطمعوا بالأنفالِ.

نحن شعّار الحجاز،
مدحنا الملوك الأماجيدا؛
حمّلونا بسنيّ الجوائز
والخلعات الملوكيّة؛
تركنا القحط وراءنا والمحنا
فاسمع عزيف ربابتي،
فيها حنين لنجد في أيّام
العزّ والغلالِ.

مرحبا يا إخوة العربان،
هذي خيامي
فانزلوا بها.
وبعد أيّام عشرة
غادروا إلى المغاربِ،
فجارَوُا الطّيور
في سرعة المسير
قاطعين الآجام
والفلوات تحت سُدول الغبَس
وصولا إلى الأمير مغامس
بهيّ الطّلعة مهلالِ.

قدّموا المَهر لأبي الجود؛
لأجل عيون ستّ الحسن
شاة الرّيم؛
ليكون أليفها الفتّان مغامس.
وحاربوا نبهان،
وتجندل أبو الجود،
وندبت أيّامها شاةُ الرّيم
لهول ما رأت من حروب،
شابت لها مفارق الأطفالِ.

وغار على الأعداء
برماح وسياط نار،
وعاد مع زغاريد النّساء،
سعيد عبد عامر عابر الأدغالِ.

وقال الرّاوي:
وبكى كلّ الحاضرين
من خطاب عامر،
حين ودّع القوم
موصيا بابنه مغامس
والصِّنديد سعيد القائل:
سمعًا وطاعة، مولاي،
على هامتي كلّ ما أمرتني به،
كبرت، وانتشيت في خيراتك.
تفرّقت العربان
إلى المضارب والخيام،
وشرب عامر كأس الحِمام،
يوشّحه سواد الشّالِ.

ودّع المواليَ سعيدٌ،
وصار من الملوك العظماء
مختلسا طامعا في الملك،
فغرّر به طالع السّوء،
ضامره على مغامس.
وطأطأت رؤوسها العشائر
مقيّدة بأغلالِ.

وبكى مغامس مرؤوسا،
لا رائسا راحلا مع أمّه بعد العزّ،
الرّغد، كثرة الأنعام،
رفعة المقام والجاه.
سكنَا خيمة القشّ مرغمين على الرّضا.
لعب الطّمع في عبّ سعيد،
أراد النّيْل من شاة الرّيم
محظيّة له.
بكت على حالها،
ضحيّة لعبد حاكم منتقم،
وانتحبت على مغامس بفؤاد
جِدّ تابلِ.

وأنشدت زنبقة الوادي
شاة الرّيم:
دمعي على الخدود مسيل
من الهجران والأحزان،
أين ابي الهُمام وعمّي،
أين البطولات والشّرف المفدّى؟
تجبّر راعينا بنا،
غابت النّعم وقوافل الحداة،
لست عروس سعيد،
أنا عروس حبّي مغامس
ورد وشرود الغزالِ.
*
(5)
فهمتْ أمّ شاة الرّيم
عواطف نغمات شعرها،
وغنّت: اسمعيني،
الصّبر فرّاج،
من الضّيق خرّاج،
فاصبري على حكم
الرّحيم والقضاء والقدر،
على الجبّار العنيد سعيد،
وتحايلي

ذلّت الفرسان الصّناديد
لمشرَفيّاته،
والحبيب مغامس
غاب ماله ورجاله؛
فلا نخالف غاصبا قهّارا.
فنساير أوامره والأحكاما،
فلا بدّ من مُذلّ لطغمة الأرذالِ.

صبرت شاة الرّيم
داعية السّميع المجيب؛
وزارت الأعيان سعيدا،
ورائحة الليل من ولائمه،
وهلّ أكابر الدّيوان،
وغنّت طبول وزمور
على لمع النِّصالِ.

ورنّت أصوات الطّبول
بمسامع مغامس
وصهيل الخيول.
وطار تحت جِنح الظّلام،
وهام على وجهه وحْدا
على بدر التّمام شاة الرّيم
خوفا من اللئيم المتعالي.

بكت أمّ مغامس،
واسَتْه بحنّيّتها،
وطيّبت خاطره.
ومر أبو زيد وفرسانه،
وسمع البكاء.
ترجّل عن الجَرشع
الهَذْلول مصغيا سائلا متسائلا
عمّا جرى مع العبد
سعيد مع العسس
متوجّسًا سادرًا سالي.

أكرم أبا زيد مغامسٌ،
وفاحت روائح قديد ناقته.
وغنّى أبو زيد على ربابته؛
فأشجى الحاضرين
ودعاهم الدّاهية سعيد،
وفي ديوانه من السادات
ذوي أمجاد وأفضالِ.

سعيد كأنّه الجاموس
منتظر قدوم شاة الرّيم العروس
متّكئًا لائمًا أبا زيد
على شُحّ زيارته الأميرا
أبو زيد:
نحبّ الأشراف ونعطف على الأيامَى،
أنا جمل المحاملِ.

عن يمينه مرعي ويحيى،
ويونس عن الشِّمال.
أهانه الغِطريس سعيد،
فأجاب بالخير والمعروف،
ولحْن ربابته سادر
منساب مستهينًا بالمحالِ.

أغاظ سعيدا شعرُ
سلامة أبي زيد،
وقال: كلامك جافٍ،
يا عبدًا خسيسًا،
فاكفِنا شرّ لسانك،
ودع غيرك يطربنا،
فلست ابن المعالي

وقال الحجازيّ
سلامة أبو زيد:
ولّى زمان أهل العزّ،
والهفَ قلبي عليهم،
وتحكّمت طغمة الأنذالِ.

أنا مناصر اليتماء والبؤساء،
أنا المغوار على اللُهموم
وعوجاء مِرقالِ.
فهل يعلو عبد فوق أسياده؟
سيظلم الدّهر
فوق قصر الظّالم.
أنا الهازم للخبيث
وكلّ زَنيم مِمطالِ.

لمعت مشرفيّة أبي زيد
مجرّدة من غمدها
فصار سعيد في لحظة
وارثًا للخَبالِ
*
(6)
مغامس الآن حاكم،
تزوره العربان،
أبو زيد ينوي على الرّحيل
إلى تونس منعشة
بنسيمها المِعلالِ.

مستأنس به مع مرعي،
يحيى ويونس.
أبو زيد مغامر
في اجتياز الوديان، الشِّعاب والجبالِ.

يمّموا شطر المشرّفة مكة،
اجتازوها إلى بلاد العجم
والتُّركمان،
عرّجوا على الرّافديْن.
جازاهمُ الخفاجيّ بالجوائز،
جذبتهم ُ حلب الشّهباء
محسّرين مثقلين بالرّحالِ.

روّحت عنهم
زقزقات العصافير
على أشجار البساتين
وارفة الظّلالِ.

سرّاهم هواء الشَّمال
إلى نواعير حماة،
بجع نهر العاصي
وسهل الغاب في عريقة التّاريخ
حمص متوسّط بلاد الشّام
من العصور الخوالي.

شاقتهم معالم طرابلس
لبنان وأسواقها،
تغسل سهولَها
مياه البحر المتوسّط،
تظلّلها أفياء جبال
الأرز الشمّاء،
يشرف عليها
جبل الفهود، تسمع موسيقى
مياه نهر أبي عليّ
ووادي قاديشا كهدير شلّالِ.

تحت نفحات ياسِمون
دمشق الشّام استراحوا.
كان شبيب التّبّعيّ
عظيم الشأن
في ذلك الزّمان،
هو الآمر الوالي.

طاروا مجذوبين
من بخور القدس الشّريف
مدينة الملك العظيم؛
عرّجوا على بيّارات غزّة هاشم
شامّين رُحاق أزهارها،
أعزّهم الحاكم الشّركسيّ،
باتوا أيّاما مكرّمين بالشّراب
والإدام تحت عِرزال الدّوالي.

نوارس النّيل هِبة مصر
العَديّة نادتهم قاصدين الصّعيدا.
أعزّهمُ ابن مقرب القاضي
الكريم، أبو زيد
تجذّرت لديه همّة السّفر
جادّة في الخيالِ.

مرّوا في بلاد يعرب،
حلّوا في تونس الخضراء،
انشدوا الأشعارا،
غنوْا للزّناتي خليفة.
سَعداء الصّبيّة الفتّانة
ابنته تعلّق جَنانها بالأمير الفاتن
مرعي بن حسن
أمير بني هلال كريم
الشِّيم والخصالِ.

مع صناديده
سلامة أبو زيد
في تونس البساتين والحدائق
وفيرة الخيرات.
غرّهم ُالزّناتي لتقييدهم
بسلاسل الأغلالِ.

عصي أبو زيد على الفوارس،
تكاثرت الفرسان،
قيّدوهم، همّوا؛ ليصرعوهم.
أظلم النّهار في عيني سعداء حبيبة
الوسيم مرعي بدريّ الوجه،
كواكب خدوده
ساطعات في الّليالي.

جمّدت العساكر
والجلّادين بصيحاتها،
حبستهم بقصرها،
أطلق الزّناتي أبا زيد،
طاف المدائن، البراريَّ، الفلوات
ومَراعى النُّوق والجِمالِ.

بكى أشجع الشّجعان
أبو زيد لتوديعهم.
مكث بنو عمّه عند سعداء.
عبر الهلاليّ السّباسب والقفارا
مارّا بالصّعيد،
طار به الأدهم
إلى الشّهباء حلب
وبلاد نجد،
تسقي كلّ مِرحالِ.

بكى أبو زيد
على مرعي،
يحيى ويونس ناشجًا،
ما همّه العواقب
والغياهب في الِارتحال،
ولا ما تجرّه المصائب،
وحلّ بين فرسان أقوامه.
عادوا على بساط الرّيح،
فكّوا فوارس العشيرة
من ربقة عبوديّة المتعالي.

روّحوا لأهلهم
عند انبلاج الصّباح،
قبّلت القبيلة أبا زيد،
أثنت على كريم الفعال
بطل الأبطالِ


 

مقالات متعلقة