الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 11:01

تصريحات عودة... تقزيم للمشتركة أم ربطها بالوسط الصهيوني؟/ بقلم: الإعلامي أحمد حازم

كل العرب
نُشر: 25/08/19 11:15,  حُتلن: 15:02

الإعلامي أحمد حازم:

الخلافات في المواقف بين مركبات "المشتركة" تعود للسطح مجدداً بسبب تصريحات عودة

كثيراً ما نسمع من قيادات وأنصار "المشتركة الرباعية" أن الناخب العربي الذي لا يعطي صوته "للمشتركة" والذي يقاطع الإنتخابات يدعم بصورة غير مباشرة أحزاب اليمين، بمعنى أنهم يسمحون لأنقسهم وبدون حياء أو خجل بتوجيه التهم للآخرين ظلماً وبهتاناً.

ولكن ماذا عن تصريحات أيمن عودة الأخيرة، والتي أعلن فيها بكل وضوح استعداده للدخول في ائتلاف مع الحزب الصهيوني " أزرق أبيض" الذي يرأسه الجنرال بيني غانتس المنافس الرئيس لنتنياهو على رئاسة الحكومة الإسرائيلية. عودة يدعي دائماً بأن هدفه هو إسقاط نتنياهو. والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا بعد إسقاط نتنياهو؟ من سيأتي على رئاسة الحكومة؟ بالنسبة للجبهوي أيمن عودة فإن غانتس هو البديل لنتنياهو ولكن ماذا فعل غانتس للعرب حتى يتمسك به عودة إلى هذا الحد؟
من أبرز المهام العسكرية التي تميز بها غانتس عندما كان رئيساً للأركان، قيادته لعملية "الجرف الصامد" في قطاع غزة، والتي ذهب ضحيتها حوالي 2200 شخص وجرح حوالي 11 ألف مواطن. ومن تصريحاته المعروفة: "القدس هي العاصمة الموحدة لإسرائيل ولا انسحاب من هضبة الجولان السورية ". ويا ريت يحكيلنا عودة عن إنجازات غانتس للعرب إذا كان في جعبته أشياءً إيجابية لا نعرفها.

أيمن عودة يعرف تمام المعرفة، أن الشروط التي وضعها للإنضمام لائتلاف "أزرق أبيض" برئاسة غانتس أمر لن يتحقق أبداً، لأن كل رئيس حكومة لإسرائيل مهما كان موقفه السياسي يرفض أن يكون العرب جزءاً من القرار الحكومي بسبب العقلية العنصرية السائدة في القيادات الإسرائيلية، التي لا تريد أبداً إعطاء دفعة سياسية لمكانة العرب. من المؤسف جداً أن أيمن عودة نسي أو تجاهل التاريخ قصداً وهو أن توسيع الإستيطان ومواصلة الإحتلال وضم الأراضي وترسيخ العنصرية هي من الأمور المتفق عليها إسرائيلياً بالإجماع بغض النظر عمن يصبح رئيس وزراء إسرائيل.

حتى أن النائبة عايدة توما سليمان رفيقة عودة في الجبهة وفي المشتركة، ذكرت "إن أقوال أيمن عودة تعبر عن رأيه الشخصي وأنه يوجد نقاش حول رأيه هذا، ولا أرى غانتس، الذي تحدث عن قصف غزة قبل يومين، يفكر بالسلام ". أما جمال زحالقة رئيس التجمع فقد قال صراحة ان أقوال أيمن عودة تتعارض مع موقف المشتركة والتجمع، وأن هذه الأقوال "مناورة خطيرة في العلاقات العامة وتمنح شرعية لحزب الجنرالات الذين ارتكبوا جرائب حرب ويتباهون بها".

الخلافات في المواقف بين مركبات "المشتركة" تعود للسطح مجدداً بسبب تصريحات عودة. فقد انتقدها حزب التجمع بلهجة شديدة، بينما كانت ردة فعل "العربية للتغيير" أقل حدة من التجمع. لكن "الحركة الإسلامية الجنوبية" أيدت نصريحات عودة لدرجة اعتبرتها أنها "لصالح المواطن العربي".

وفي ظل برودة الأجواء الإنتخابية في المجتمع العربي، لا يوجد اهتمام ملحوظ بها، بل بالعكس تجاهل كبير لها، مما يعني عدم اقتناع المواطن العربي بخطاب "المشتركة" الأمر الذي ينعكس بدون شك على نتائج الإنتخابات. ويبدو أن أيمن عودة أراد تحقيق أمرين من وراء تصريحاته الأخيرة: أولهما محاولة لجذب الأصوات العربية التي نتتخب تحالف "أزرق أبيض" وهي تقدر بالآلاف على اعتبار أن تصويت هؤلاء للمشتركة يعني تصويت للتحالف المذكور، وثانيهما الإعتقاد بأن تصريحات عودة ستزيد من نسبة الذهاب إلى صناديق الإقتراع في المجتمع العربي، والتي كما يقول محللون سياسيون ستبقى على حالها هذه المرة أيضاً.

في حقيقة الأمر فإن تصريحات أيمن عودة هي مجرد مناورة بهلوانية تستهدف كسب أصوات لكنها تفقد "المشتركة" لمضمونها، لأن هذه التصريحات تقزم المشتركة وتربطها بالوسط الصهيوني.

مقالات متعلقة