الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 10:01

الموحدة .. تجربة وتَبِعات ! -بقلم : مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 27/06/21 22:23

ما تمر به الموحدة هو إمتحان للجميع ، إمتحان للموحدة اكثر من كونه للجانب الاسرائيلي ، ويعني العرب ككل اكثر من كونه إختبار للموحدة وحدها ، إمتحان ليس للموحدة فيه مِن مُعين ، بل تسخيفٌ للتجربة واظهار للعثرات ، واستباق للفشل من قِبَلِ منافسين ومعارضين على حد  السواء ، امتحان سيُلقي بتبعاته على العرب أجمعين ، وعلى الاحزاب العربية الحالية والمستقبلية كلها ، تجربة ستتعدّى كونها تجربة مجردة لتُحدد آفاق كل محاولة لأي تعاون وتشارك عربي يهودي في حكومة مُستقبلية ، فإما رافعة وإما مُنكسة . 

لذلك أظن انه من الواجب ومن المسؤولية ان تتعامل الموحدة مع تواجدها في الحكومة بحذر شديد ، وان لا تتخِذ خطوات سياسية " متطرفة " قد تندم عليها بل وستضُرّ بالوسط العربي بأجمعه ،  ومن المسؤولية نفسها ان يتصرف افراد الموحدة بحساسية مع اي موقف واي تصريح ، مبتعدين عما وقع فيه منافسيهم في المشتركة من تنافس داخلي ، وتباين في الاولويات ، والرضوخ تحت ضغوط منبعها فئوي او مناطقي شتّت قلوبهم واضعفهم ، او كالذي إجترحه اليسار الاسرائيلي منذ سنوات فأبعدهم عن سِدّة الحكم دون رجعة ، من تفرُّق للكلمة ، وإختلاف في تطبيق النهج رغم إتفاقهم على الاهداف ، ودوسهم على من قصّر وتَخَليهم عمّن اخطأ .

كما وعلى افراد الموحدة النأي عن اي مسرحية لإثبات من الاقوى الذي يقود التقدم في نهج القائمةِ ، ومن هو الاكثرُ وطنيّة ،  المتمسك بمتطلبات الوسط العربي او المنطقة الانتخابية التي يتبع لها ، فالنقب مهم كما جسر الزرقاء مهمة ، وتعديل كمينتس مهم لفئة معينة كما توسيع الخارطة الهيكلية مهم للجميع ،  وتحجيم العنف مهم للجميع كما ميزانيات البلديات العربية مهم ايضا للجميع ، وكل ما هو خلافي لا يخرج للعلن إلا على لسان ناطق رسمي مُعلن عنه مسبقا كمسؤول عن ملف معين . 

وواهم من يظن انه سيحقق كل مطالبه في هذه الدورة التجريبية ، او من يظن انه سيطبق كل بنود الإتفاق الإئتلافي دفعة واحدة ، وتعلموا الدروس التكتيكية من الطيفين التوراتي والاستيطاني ، واعملوا على اكتساب الإنجازات بطول نفسٍ مثلهم ، وهي الرؤية التي حولتهم من رعاع يجوبون الجبال الى وزراء وقادة في دهاليز الحكم في الدولة اجمعها ويصوغون سياساتها . 

واكثر شيء على نواب الموحدة إتقانه حاليا هو اختيار معاركهم بعناية ووفق اي من الادوات والوسائل  ، سواء من الهدف الاسهل للاصعب ، او من الهدف الاصغر للاكبر ، او من الآني للمستقبلي ، او من الأعم للاخص ( الكل من اجل الواحد او الواحد من اجل الكل ) ، او بمعكوساتها اجمع ، فكل الاهداف مهمة وكل الفئات مهمة وكل المناطق مهمة دون استثناء ، وغَّلِبوا الامور المطلبية  الواقعية على غيرها كما وعدتم ناخبيكم ( قانون لم الشمل شأن قومي بحت ) ، وفي كل خطوة عليكم الاخذ بحسبان ما الذي سيُحقق وعلى حساب ماذا ! وتذكروا ان لشركائكم ايضا اجندات ومؤيدين ومعارضين يتربصون بهم ، فلا تشدوا الحبل بكل قوتكم ومن زوايا مختلفة فينقطع بكم وبهم ... وبنا .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة